كتاب أباطيل وأسمار (اسم الجزء: 1)

كما قالت كاهنهة أف وتف وجورب وخف قيل وما جورب وخف قالت واديان في جهنم رسالة الغفران 462 وحسبك من شر سماعه!
وأنصرف الان إلى تتمة الكلام في الخبز الذى رواه القاضى الأكرم جمال الدين أبو الحسن على بن يوسف بن ابراهيم بن عبد الواحد الشيبانى المعروف بالقفطى وهو خبر لقاء شيخ المعرة في صباه راهبا بدير الفاروس باللاذقية وقد قلت قبل انه خبر ينضم على علل قادحة في صدقه وأنه يحمل في خلاله البنية على تكذيبة وأن سياقه مضطرب مناقض للواقع وأستغفر الله مما قلت بل هو خبر حشو ألفاظه كوائن والكوائن هي المصائب والدواهى والبوائق.
ومصدر هذه الكوائن أنه خبر لم يعرفه أحد في خلال مئة وعشرين سنة على الأقل منذ وفاة شيخ المعرة في سنة 449 هـ إلى مولد القفطى سنة 568 هـ وليت الأمر يقف عند ذلك فلو افترضنا أن أول ترجمة كتبها معاصر لشيخ المعرة كتبت سنة 420 هـ وأن القفطى كتب كتابه انباه الرواة وهو في الثانية والثلاثين من عمره أي سنة 600 هـ وهذا بعيد جدا لأنه كتب بعد ذلك بلا شك فهذه مئه وثمانون سنة على الأقل تراكمت أيامها ولياليها سورا فاصلا بين صاحب الخبر والمخبر عنه وقد أسلفت طرفا من ذلك في كلمتى الماضية ولكنى أحب اليوم أن أجمل علم ذلك واضحا جليا لعينى أستاذ جامعى كان هو الدكتور لويس عوض فان زكاة العلم نشره واذاعته والابانة عنه وهى علينا فريضة محكمة كفريضة زكاة الأموال مؤديها لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا لأننا نعتقد بلا ارتياب ان من سئل علما فكتمه جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فاذا أقررنا أن هذا الخبر المكتوب في نحو سنة 600 هـ انفرد به القفطى في مئة وعشرين سنة وعدنا فنظرنا فعندئذ نجد أنه خبر غير معروف لأحد من المؤرخين بعده إلى أن توفى المؤرخ الحمودى الشامى الكبير أبو الفداء في سنة 732 ه فهذه مئة وثلاثون سنة أخرى تخلو من ذكره فجميع ذلك عشر سنوات وثلاثمئة سنة ولكن يعاصر أبا الفداء رجل اخر وهو مؤرخ الإسلام الحافظ الذهبى

الصفحة 36