كتاب أباطيل وأسمار (اسم الجزء: 1)

وجوها من المبشرين في ثياب قسس وفي ثياب علماء وفي ثياب مفكرين وفي ثياب مستشرقين ولكنى لم اقع في احد منهم على هذا القدر من صفاقة الوجة ولا سلامة موسى بلحمه ودمه واذا قال احدهم شيئا من هذا فانما يقوله مخافتا به بين شيعته ومن يقع في حبائله من الشباب اما من يقوله علانية وفي صحيفة كالأهرام فهذا شئ فوق طاقة ما يمتللك التبشير من صفاقة وزعارة!
ايظن هذا المكذب على الموتى ان مندورا كان ممكنا ان يكون في مثل خفة عقله حتى يقول له في وصيته وهو يحتضر مدينة الموت ذات الأبراج السوداء والأسوار العالية يعنى طروادة الجديدة اى مصر العربية الاسلامية فيما بعد سنة 1952 لابد ان تدمر ولا بد ان تحرق كما احرقت طروادة في القديم اياكم ان تقنطوا مهما كثرت من حولكم الهوام والاشباح ثم يقول هذا المضطرب سائل عقلة ليت لى ميتة مثله وسط الطعان يعنى مثل ميتة مندور ايظن هذا المسكين المحترق ان مندورا كان يلبس تحت ثيابه سلاح صليبى محترق حتى تكون هذه وصيته وهو يحتضر؟
وفيم يقول هذا الكلام بهذه الجرأة وبهذه الزعارة أيقوله لأنه يعلم ان تامر الأمم الغربية المسيحية وذيولها من ابناء صهيون قد ان ان يحقق ما يصبوا اليه ايظن هذا المألوف ان اقدام العالم الأوربي المسيحي على اعداد غزو شامل للعالم العربى والاسلام، ى (كما يتبين ذلك من الوثائق التي تنشرها الصحيفة التي يعمل هو فيها مبشرا ثقافيا)، (1) يمكن ان يؤدى إلى تحطيم طروادة الجديدة وهى الجمهورية العربية المتحدة فيريد ان يسبق هو إلى فضل مذكور بان يجعل نفسه هدفا حصينا منيعا أو محاصرا شديد الباس والسطوة لا تملك طروادة الجديدة بعد ان نضب منها الرجال الا ان ترسل عليه اسرابا من الخفافيش وجيوشا من الهوام وخسيس الحشرات أهذا تصور عاقل مدرك ان أم تصور مفلت من اسوار البيمارستان!
__________
(1) كان من طلائع ما أشير، ما أصابنا في يونيه 1967.

الصفحة 360