كتاب أباطيل وأسمار (اسم الجزء: 1)

فصار أذنى حمار وارتاع ميداس ولبس خمارا يتدلى على جانبى رأسه ليستر ما ابتلاه به أبلون وجهد ان لا يعلم ذلك عنه احد الا حلاقه فانه ائتمنه على سره وأنذره إذا باح به ان يريق على الثرى دمه وعلى السر في قلب الحلاق البائس وأعياه طول كتمانه فبرز إلى العراء فاحتقر حفيرة في أرض بعيدة على حافتها يراع نابت واليراع القصب الذى تتخذ منه المزامير ثم انكب على الحفيرة وأدنى منها فمه واسر اليها بسر الملك وان له أذنى حمار وما هو الا قليل حتى جعل اليراع إذا ما فياتيه الرياح مرة هنا ومرة هنا فياتية الرياح اى حركته يمينا وشمالا تغنى بسر الملك واستودعه الريح وهى بذور تذيع الاسرار لاتكتم سرا فذاع في الناس خبر أذنى ميداس وانكشف لهم المستور من سره!
واجاكس عوض اجهل من حلاق ميداس لأنه لجا إلى الرمز والرمز أحيانًا اد اذاعة للاسرار من اليراع والريح فهو بهذا الرمز قد كشف عن مكتوب سره الذى في قلبه من شده بغضائة للملك "ميداس"، (1) وانه يعد نفسه قريعا له يريد ان يقف على اطلال طروادة الجديدة ملكا متوجا بنفس الجنون المطبق الذى تمتلك المعلم يعقوب حيث انحاز إلى جيش نابليون وانشا فرقة ضالعة معة تريد ان تزيل ملكا يتوهمه قد بقى مطبقا على أرض مصر اثنى عشر قرنا فجاء هو ليرث المُلك، ويتوج على مصر ملكا له في ارضها الامر والنهى!
والسل الذى ياكل قلب أجاكس عوض ومن على شاكلتة من دمى التبشير ولعبة المنتشرة في كل مكان هو ان الملك أجاكس كانوا قد اتخذوهها منذ سنة 1865 وما قبلها رقية يدورون بها في العالم العربى ليشقوه شقا عن العالم العربى الإسلامي حتى جاء زماننا فكان في أرض العرب أجاكس وأجاكس
__________
(1) انظر معنى "الملك ميداس" فيما سلف ص: 343، تعليق رقم: 1.

الصفحة 362