- 21 -
وتسألني: ما براقشُ، وكأنك لم تسمع بكلبه لحي من احياء العرب كان بينهم وبين أخرينتره اي ثأر فأغاروا عليهم في بعض الأيام ونذروا بهم فهربوا وفاتوا المغيرين ولكن تبعتهم براقش فتسمعت وقع حوافز الخيل فجعلت تنبح ويعلو نباحها حتي سمعه المغيرون فاستدلوا على موضع نباحها فرجعوا يطلبون القوم حت ياحاطوا بهم فاستباحهم فضربتها العرب مثلا لمن يعمل عملا يرجع عليه وعلي أهله بالضرر.
ومعذورة براقش فانها كلبه لاتعقل فاذا فعل فعلها من يظن انه له عقلا به يدرك الامور فاشان مختلف فان الدواعي الي ارتكاب هذا المركب لاتدل على الجهل وخفه العقل لزاما مؤبدا بل ربما دلت على سرائر تكتمها النفوس في اقصي ضمائرها ثم تاتي ساعه فتضيق بها النفس فتطغي فتنفجر فلا يملك العقل عندئذ ان يرد من طغيانها وان كان صاحبها في ظاهرامره ركنيا متزنا ضابطا لنفسه قادرا على ستر ما يضمره حبنا بعد حين واخشي ان ادخل في باب الرموز الاجاكسيه وسخفها وانها لاشئ مقيت واحب شئ الي ان اقول ما أريد جهزه بلا مداهنه ولا استخفاف ولا مداوره بيد ان سياق الحديث يقتضيني ان اؤجل الكشف عما أريد حتي يقع في مكانه من كلامي فعندئذيتبين من تكون براقش الاخري براقش التي تدل على اهلها وتجني عليهم وعلي نفسها.
اما الان فمن الخير ان نبدا ببراقش الاولي التي دلت على نفسها وجنت على اهلها منذ كتبت بلوتونلد وقصائد أخرى الي ان دخلت بحبوبه السمادير اللذيذه فيما كتبته عن رساله الغفران ثم جاء بعد ذلك ما جاء من كربه مساويها وخبيث اقوالها وافعالها ومره أخرى سأستبيح ما لم اكن له قط بمستبيح: أن