أحد ان يقتفي اثار الغادين اليها والرائحين لم يجد الا الثري الجعد الذي لا اثر فيه لدلاله أو هدايه واذا انا كنت قد استطعت وانا في مكاني هذا من عزلتي ان اعرف مواقع الاقدام الذاهبه والابيه واتوسم أصحابهافقد اتاحه لي طول الانصات لما اسمع واختاف الاخبار الي مرة بعد مرة عن غير قصد من راويها وما دربت عليه من ربط الحوادث بعضها ببعض بعد طول تامل ومن أجل هذا يفزع من يفزع من مترهبه المبشرين حين يراني قد اكثرت من ادماج بعض من اذكرهم في مكايد التبشير قاطعا بان لهم صله به لا تخفي عليّ. ويبلغني فزعهم واستنكارهم فبفزعهم واستنكارهم اعلم أيضًا اني قد اصبت بالظن مالم ادركه باليقين عين اليقين وانا ادع هؤلاء لفزعهم فانه وحده كفيل بانزالهم المنزله التي يستحقونها من الهوان.
اما أجاكس عوض صبي هؤلاء المبشرين الظاهر لاعيننا ولا سماعنا كاتبا ومتكلما واشباهه الذين نتنأول ما ننسبهم اليه من اصول يمتون اليها بنسب قريب أو بعيد.
والا فحدثني كيف يتفق ان نجد العالم العربي والعالم الاسلامي في هذا الموج المتلاطم من الاحداث تحيط به قوي العالم الصليبي كله وتاخذه من هنا وتهزه من هناك وترسل الفتن في بلد انه كلها وتتالب على المكان الذي تشخص اليه ابصار العرب والمسلمين من كل ناحيه وترميه عن جماعه بيد واحده بسهامها مسمومه وغير مسمومه ثم ياتي في هذا الوقت نفسه افاق يتثقف اي يدعي انه مثقف وهو لفظ جديد اخترعته لهذه المناسبه فيهتبل فرصه موت زميلي القديم الدكتور محمد مندور فيقف يتكذب اي يرسل الأكاذيب يزعم ان مندورا كان هو اخيل وانه أجاكس بن تلامون وانهما خرجا في صباح الحياة يعني في سنة 1937 كما ذكر في مقاله الي قصر ربته "أتينا" وبين ان هذا القصر هو قلعة الاستعمار والوثنية والتبشير هو أوربة المسيحية الصليبية حيث التقيا بباريس سنة 1937. ثم يزعم أن ربّته هذه قد صنعت لهما