كتاب أباطيل وأسمار (اسم الجزء: 1)

دروعا من الفكر يتحصنان بهما وسهاما من سهام الحريه يقاتلان بها ثم يزعم بعد انهما عادا من أوربة ليحاصروا طرواده مدينة الموت ذات الأبراج السوداء العالية وانهما جاؤا يومئذ ليدمروا طرواده ويحرقاها كما احرقت طرواده في القديم على ملك الاغريق الأول وبين ان طرواده هذه كانت هي مصر العربية الإسلامية بتراثها كله خيره وشره فيما قبل سنة 1952
ولكنه لا يقتصر على هذا التاريخ الماضي وان كان كاذبا في ادعائه مالم يكن منه قط بل يعتمد الي التاريخ الذي نعيشه اليوم فيرسم لنفسه صوره من الرموز ويرسم لنا ولبلادنا صوره أخرى من الرموز فيدعي ان طرواده الجديدة وهي مصر العربية الإسلامية فيما بعد سنة 1952 قد ارسلت عليه وعلي مندور خنافسها وهوامها وخسيس حشراتها من خزائن الملك ميداس ويزعم كاذبا ان شاء الله ان مندور وهو اخيل قد استدعاه وهو يحتضر وقال له يا اخي أجاكس البس دروعك وتاهب لنخرج سويا يعني معا ولكنه فصيح في غزوه جديده عظيمه وتامل هذا الوصف عظيمه لنطلب هذه المره الملك ميداس نفسه ذا الجعارين الذهبية.
وبين لمن كان له ادني عقل ان امر الملك ميداس اهم عندهما من امر طرواده لان طرواده الجديدة رهن بقاؤها ببقاء الملك ميداس فاذا ما عادا من طلبه ظافرين ميمونين واسالا نفسه على نصال السهام وظبات السيوف فقد سقطت طرواده الجديدة تحت اقدامها راكعه ذليله ولم يبق الا ان يتحقق ما زعم من وصيه مندور وهو يحتضر إذا قال له فيما زعم هذا الكذاب مدينة الموت ذات الأبراج السوداء والأسوار العالية لابد ان تدمر ولابد ان تحرق كما احرقت طرواده في القديم ثم يزعم كاذبا ان شاء الله انه اوصاه ان يجمع كتائبه وجيوشه وفرسانه ليقول لهم اياكم ان تقنطوا مهما كثرت من حولكم الهوام وااشباح ويعني بذلك ما ارسله عليهما الملك ميداس من الخنافس والهوام وخسيس الحشرات
__________
(1) انظر ما يعني بالملك "ميداس" فيما سلف ص 343، تعليق رقم: 1.

الصفحة 372