كتاب أباطيل وأسمار (اسم الجزء: 1)

ان هذا كله سخف، ولكن ما معناه؟ فهذا فعل أجاكس عوض يوما بعد يوم ومنذ اشهر كتبت عن مقف اخر يقال له "الدكتور زاهر رياض"، (1) الف كتابا عن الحبشة وسماه الإسلام في اثيوبيا في العصور الوسطي مع الاهتمام بوجه خاص بعلاقه المسلمين بالمسيحين ولم اتعرض لكثير مما جاء فيه من البلايا والرازيا وانما اقتصرت على ما يغني في الدلاله على انه هو أيضًا صبي مبشر شديد الشبه باجاكس عوض وان كان يفارقه في هدوء الطبع وخفاء الخطو وقله التهور واوضحت ان صبي المبشر هذا لم يستح ولم يبال ان يضمن سياق كلامه طعنا متوارثا منذ عبد المسيح بن اسحق الكندي حيث يزعمون ان رسول الله صلى الله عليه وسلم انما تعلم على راهب يقال له سرجيوس فجاه هذا الأستاذ المبشر يدس في كلامه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعاشر أهل الكتاب ويتعلم منهم أو كما قال (انظر المقالة الثالثة عشرة)، وأتي مع ذلك بهراء كثير وسوء أدب وهجم على تكذيب احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم معتمدا على شئ لا قيمهله يقال له كبرانجست واحدث لنا فتاوي في ديننا بجهله وسخر من مؤرخي المسلمين وهو لم يفهم شي مما قاله بل كذب أيضًا فيما نقل عنهم ورواه على غير وجهه ليضحكنا منهم بخفه دمه ومع كل ذلك فلم تكد تمضي ايام حتي منح هذا المبشر درجه "مساعد أستاذ" (2)، بعد ان كونت الجامعة لجنة أخرى غير اللجنة التي رفضت ان تعد ما يؤلفه كتبا تدخل في نطاق تاليف الأستاذه الجامعيين! وكان الحق في شانه ان يفصل من الجامعة ويحال بينه وبين افساد عقول الطلبه في معهد الدراسات الافريقيه لأنه لا يزيد على ان يكون مبشرا ضالعا مع ادوات الاستعمار ووسائله وارائه ومعتقداته كما يتبين ذلك من قرا شيئا من كتبه الاخري غير هذا الكتاب الذي كشفنا قليلا جدا مما جاء فيه والصله بين هذا الأستاذ وبين دميه المبشرين أجاكس عوض صله معروفة.
***
__________
(1) انظر ما سلف: ص 231 - 250.
(2) انظر ما سلف ص 250.

الصفحة 375