عوض"، من أنه عنى بالمدينة السوداء ذات الأبراج الكئيبة والسوار العالية الرجعية وأنها هي رجعية السياسة ورجعية الفكر ورجعية المال ورجعية النظم الاجتماعية لا يستطيع ذلك لأن مصر كلها على هذا الرأي كانت تعيش في رجعية الجامعة وفي غير الجامعة إنما يعني شيئا بعينه وصل إليه بعد أن تعب وادعى ما لم يكن له فيه ناقة ولا جمل كما يقولون فقال:
وخلت الجامعة من الحماس وهذا المصدر اكتسبه من دراستع في قسم اللغة العربية والصواب الحماسية لم نعد نعرف من المعارك إلا معركة تدور حول كتاب لبرنادشو يقرؤه طلبة قسم اللغة الإنجليزية فتأتي جحافل الرجعية خد بالك جدا تعتدي على كلية الآداب وتقتحم مكتب عميدها وتحطم ما تستطيع تحطيمه من أثاثها.
وقبيح بالمرء أن يكون كذابا وقديمًا كان يقال: إذا كنت كذوبا فكن ذكورا فالمعركة اتلتي يذكرها سامي داود = وهو إنسان مترفق جدا ناعم الملس جدا = لم تكن حول كتاب نكرة لبرناردشو ولم ينفرد بها هذا الكتاب وحده فيحسن إذن أن نقص القصة ليقف القارئ على الروابط التي تربط هؤلاء الناس بعضهم بعض على رغم ما يفزع المترهبة من سكان أديرة التبشير.
كانا كتابين يدرسان معا في سنة واحدة أحدهما هو جان درك لبرناردشو وفي سياق أحاديث هذه القصر مقالة لرجل يقال له كوشون ذكر أن جاك درك كانت تبعث بكتبها إلى ملك الإنجليز لكي يخضع لأمر الله الذي أوحى إليها فيعود إلى جزيرته وإلا باء بغضب من الله وأنها هي ستنزل عليهم غضبه ثم يقول ما نصه: ألا فأعلموا أن إرسال هذه الكتب عادة جرى عليها قديمًا محمد عدو المسيح ثم مضى يصف أمر هذه الفرنسية المتنبئة فقال: وبمثل هذا قام عربي جمال فطارد المسيح وكنيسة المسيح حتى طردهما جميعا من أورشليم ثم مضى يضرب في الأرض فيبث فيها الفزع والخراب حتى إذا بلغ مغربها قام جبل الأبواب وهي جبال البرانس دونه وقامت رحمة الله وحيل بين فرنسا وبينه فنجت من لعنة الله. فما صنع من الجمال العربي في بداية أمره أكثر