ممن كان يقود شباب الجامعة لتجمع الزعماء بالدماء ليقودوا معارك الحرية أفلم تكن حقيقا بأن تعرف حقيقة ما أثار كلية الآداب وكلية الحقوق وغيرهما حتى جاءوا يطالبون بإلغاء تدريس هذين الكتابين = وأنت أيها الزعيم الشاب قد سميتهم غزاة جاءوا ليشتبكوا مع طلال كلية الآداب في معركة سخيفة تافهة"!!
ولكني محدثك إذا لم تكن تذكر بمن فرض هذين الكتابين على طلبة قسم اللغة افنجليزية أتعرف أم تنكر أنك تعرف أيضا رجلا كان يقال له "كرستوفر سكيف"، (1) كان جاسوسا بريطانيا محترفا وكان شرلتان كصاحبك وقحا شيء الأدب وكان قد ألف جماعة يقال لها جماعة إخوان الحرية أمرها مشهور في محاكمات الثورة، (2) وكان يختار من الطلبة وغير الطلبة لهذه الجماعة شيعة وأعوانا ويجعل للجماعة ظاهرا وباطنا فالظاهرة أن أكثرة ممن يحمل أسماء مسلمة والباطن لا داعي لذكره فأنت أعلم به ولا بأس إذا كنت قد نسيت أن أذكرك بأن صاحبك أجاكس عوض أهدي إليه كتايه "بلوتولند" وقصائد أخرى في سنة 1947 وهذا الرجل كان مبشرا وكان جاسوسا محترفا وكان يقوم في الجامعة بعمل تبشيري سياسي في آن واحد وهو أحد الذين فرضوا الكتابين في سنة واحدة على طلاب القسم الإنجليزي. هذا واحد.
وآخر هو فرنس وكان ناظرا علينا في المدرسة الخديوية وأنا أعلم به منك وأعلم ما كان عليه من الالتواء والشذوذ الذي ينشره بين طلبة المدرسة وهو الآخر جاسوس مبشر محترف وإن كان يظهر الركانة والاتزان والصرامة وهو أيضا من أعوان جماعة إخوان الحرية ومن منشئيها.
وثالث وهو دافيس الأعرج الذي كان يقول يومئذ لبعض طلبة قسم اللغة العربية وأنت يومئذ فيه أتظنون أن قسمنا هذا كقسم اللغة العربية يمنح الدكتوراه لكل من كتب كلمتين عن القرآن يقولها علانية بلا حياء ولا مواربة وهو أيضا من الجماعة.
__________
(1) انظر ما سلف ص 8، 12، 13.
(2) كان منها لويس عوض، وغيره ممن تسمع اليوم أسماءهم.