ورابع، يقال له "بيفن"، وهو معروف عند من كان يرتاد نادي الجزيرة، ويعلم عنه الناس صلته بالمخابرات البريطانية واشتراكه في كثير من المؤامرات التي كانت تحاك يومئذ في بلادنا وهو من الجماعة أيضا.
أتذكر هذا كله أم تراك نسيته وإذا كنت قد نسيته فلا تنصب نفسك مؤرخا تشقى باحتجان الأخبار ثم سوقها على غير وجهها الذي كنت عليه وينبغي الآن أن تسأل نفسك في أي أمة يقبل الناس أن يدرس في مدارسها أو جامعاتها كتابان فيهما من البذاءة والتعريض ما فيهما أو تظن أن روائع برناردشو ليس فيها كتاب يستحق أن يدرس في الجامعة سوى هذا الكتاب وهل تظن أن دراسة الأدب الإنجليزي في الجامعة المصرية إذا هي خلت من كتاب لاندور أصابها الخلل واضطربت ولم يصبح لها معنى وكاتب مقدمة النسخة المطبوعة في أكسفورد يعترف صراحة بأنه عند عامة القراء مجرد اسم وأن المحدثين يغلونه ولا يقدرونه حق قدره فما حاجة طالب مصري إلى مثل هذا الكاتب وما حاجته حتى يكون موضوعا للدراسة دون سائر كتاب الإنجليز وما معنى أن يتضمن كتابان معا وفي سنة واحدة طعنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وإذا وقفت الطلبة المسلمون على مثل هذا البذاء المكتوب وعلى هذا الاتجاه المقصود الذي لا يمكن أن يأتي اتفاقا بحال من الأخوال فهل تراهم معذورين إذا ثاروا ورأوا أن الأمر قد خرج عن حدود الأدب وإذا كان من كان قد امتنع عن الاستجابة لطلبهم إلغاء تدريس هذين الكتابين فهل يمكن أحد أن يؤيده في امتناعه إن قسم اللغة الإنجليزية كان قسما معدا للتبشير الثقافي الصفيق وكان معدا لاكتساب مروجيت للتفاهم بين المصريين وبين مستعمريهم ولكن كيف أطالبك أن تعرف هذا وأنت لا تسطيع أن تتذكر شيئا؟
***
وإذا شئت أن تعرف بعض ما أقول فإني محدثك بأنك نشرت كلمتك هذه في يوم الثلاثاء 24 من المحرم 1385، 25 مايو 1965 وفي اليوم التالي ينشر من لا أراك تجهله وهو الأستاذ أسعد حليم وذلك في جريدة الأخبار (25