كتاب أباطيل وأسمار (اسم الجزء: 1)

من المحرم 1385، 26 مايو 1965)، وفي باب في كلمتين مقدما للناس خبرا مهما جدا عن موافقة مجلس اللوردات البريطاني على تعديل قوانين الشذوذ الجنسي، (1) وإباحته للبالغين الرشد!! فيذكر حفظه الله كتابا يتحدث بصراحة غريبة عن الشذوذ ويعده حالة من حالات الطبيعة ويذكر كثيرا من الشخصيات التي مارست هذه الشذوذ فكان ممن ذكرهم "كتشنر" فيأتي هذا المحقق المؤرخ الكاتب فيقول "هل نستطيع أن نصدق المؤلف في كلامه عن "كتشنر" الرجل الذي كان له دوره في السودان وفي مصر والذي أقيم مستشفى لتخليده في شبرا"!!
لحساب من يكتب هذا الكاتب؟ وبأي قلب يكتب؟ أصحيح أن كتشنر كان له دور في مصر والسودان يبلغ من النقاء والصفاء والشرف والنفع والخلق القويم والعدل أن يستنكر هذا الكاتب عليه أن يكون مصابا بالشذوذ أيحسب هذا الكاتب أنه يخاطب بلها غافلين بهذا الكلام الصريح كما ظن أجاكس عوض أن طراودة الجديدة وهي مصر أيضا لا تستطيع أن تفهم رموزه الخبيثة التي يلقيها على الناس أصحيح أن مصر قد أقامت مستشفى شبرا تخليدا لذكرى كتشنر أم هذه كلها دعوة واحدة معروفة المصدر تُبَثُّ في الناس تحت ستار من حرية الرأي وحرية الاعتقاد أأسكت أم أزيد مثلي بعد مثل؟
***
إن هذا العبث الذي يجري اليوم في الصحافة وفي الكتب وغيرهما مما يقال ويكتب شيء لا يحتمل وإنها ليام عصبية تمر بالعالم العربي والعالم الإسلامي أيام تقف فيها جميع القوى الصليبية في العالم الأوروبي لتنزل بنا ذربة قاصمة، (2) وأقوى أسلحتها اليوم هي أسلحة الكلمة في الثقافة والدعاية بجميع ألوانها وهي تتخذ لها أعوانا ينبثون في كل ناحية ويعملون في كل ميدان وينفثون سمومهم بكل سبيل فإذا غفلنا وأطرقنا وتركنا لكل خبيث حرية العبث بتاريخنا وبآدابنا
__________
(1) انظر ما سلف ص: 327.
(2) نزلت القاصمة في 5 يونيه 1967، بعد كتابة هذا النذير في يونيه 1965.

الصفحة 382