وروابط تخفى أو تظهر وكانت لهم السنة تجول وتنتقل من مجلس إلى مجلس ومن مكان إلى مكان وتزور اقوالا مرتبة وتلقى بها اسماعا غير متاهبة لحسن الاستماع اما عن عجلة واما عن كثرة شواغل فان الناقد يقع عندئذ في خلية نحل من الاصوات التي تقول وتتكلم وفي ورطة من الاسماع التي لا تعطى الكلمة حقها من حسن الاستماع وهو الانااة والصبر والمراجعة ونقد الاقوال الملقاة اليها وتمييز أصحابها من هم ومن يكونون ولم قالوا ما قالوا وهل هم صادقون فيما يقولون ام كاذبون مزورون؟
وبين مما حاولت الابانة عنه ان علاج صورة الكاتب امر موضوعى لا شخصى ولا ذاتى وانه ليس بتجريح للكاتب إذا كانت الصفات التي يستحقها مستخرجة من نفس كلامه من نفس منطقه من نفس تفكيره من نفس ضميره من نفس هدفه وكل لفظ يتضمن صفه من صفاته لايمكن ان يعد تجريحا إذا كان ماتان من تحليل الكلام والاهداف مهما بلغت هذه الصفات من القسوة أو الغرابة أو الاستنكار بل الامر المستنكر كل الاستنكار على الناقد والامر القادح فيه وفي نقده ان يخون الأمانة حين يجد كاتبا مختل التفكير بين الضغينه بذئ النفس قبيح الاغراض سئ الأدب ويجده يستخدم ذلك كله في كتابته ليبلغ إلى هدف سئ معيب فيدع ذلك مستورا ويتنأول كلامه مجردا وينقده نقدا موضعيا بل اقول اكبر من ذلك ان الناقد إذا فعل ذلك كان اضر على الناس وعلى عقولهم من الكاتب نفسه لأنه يظهر هذا التالف الوقح بمظهر من خلا من كل قادح في تكوين ما يكتبه وهو أشد خيانة للامانة وابعد ايغالا في الغش والؤم وخسة الطباع وهو فوق ذلك مدلس سخيف التدليس.
*** وانا حين بدأت هذه المقالات نظرت لما فيه مصالح الناس ولما فيه اداء حق القلم ولكل شئ انف لنفسى ان اقع فيه فاخذت مادة ما كتبه أجاكس عوض فابنت عن تهافتها وسقوطها وانحدارها وخستها من حيث هي دراسة