استخدمته في اتمام صورة هذا الادمى على الوجه الذى اعتقد انى اخلصت له النية بلا تخيف عليه في خلق أو جور قضية أو ظلم له في صفة ولكن العيب الذى داخل مقالاتى انما جاء من انى خلطت الامرين جميعا خلطا واحدا فناقشت المادة وحللت الصورة واعدت تكوينها في سياق واحد فربما سبق شئ شيئا فيرى كانى جئت به بلا دليل عليه ولكن المتتبع خليق ان يجد ذلك كله نسقا واحدا إذا هو اتعب نفسه بعض التعب فقرا كل ما كتبته متتابعا بلا عارض نسيان وبلا سائق عجلة وبلا تعصب لعصابة لها راى تتناصر عليه بالحق والباطل.
***
وكان هذا حسبى الا انى قرات منذ ساعات قلائل كلمة لرجل عرفته منذ كان ناشئا ثائرا شديد الحفاوة بالمعرفة مقبلا عليها على حيرة كانت تنتابه وتموج به وكان معذورا في حيرته لان زماننا ذاك كان ميته من الاحياء من لايجد في نفسه شيئا من الحيرة التي قد تقضى إلى نفض اليد من كل شئ ولو بلغ ان يرفض الحياة كلها بفراق الحياة لكان معذورا أيضًا واحببته يومئذ ولكنه ضل عنى سنوات واضلللته ولم اتبينه في الناس الا بعد سنوات طوال ولم تنقص غيبته عنى شيئا مما كنت اجده له في نفسى مع انه جاءنى وقد تغير امره وحمدت من امره شيئا وانكرت اشياء وهذا الصديق القديم هو الاخ الأستاذ محمد عوده فقد كتب متفضلا اعظم الفضل في صحيفة الجمهورية في يوم الاحد 20 صفر 1385 (20 يونيه 1965) كلمة لا استطيع ان اؤدى حقها على وذكر فيها القوس العذراء القصيدة التي نشرتها منذ قليل فقد فاجانى بشئ انكره كل الانكار لأنه وضعنى بمنزلة لا استحقها في تاريخ امتى العربية ولا ارانى ابلغ فيمن ذكر مبلغا ينظر اليه بعين التمييز ولا اقول هذا تواضعا للثناء فلست اتواضع ولكنى احاكم نفسى إلى نفوس آبائي واسلافى فاجدنى كالزائدة التي لا نفع فيها ولا خير واذا كنت قد جئت في زمان خلا مما يزينه فانما مثلى مثل حارثة بن بدر الغُدَانِّى، وقد اجتاز بمجلس من مجالس قومه بنى تميم، ومعه