مولاه كعب فكلما اجتاز بقوم قاموا اليه وقالوا مرحبا بسيدنا فلما ولى قال له مولاه كعب ما سمعت كلاما قط اقر لعينى ولا الذ بسمعى من هذا الكلام الذى سمعته اليوم فقال له حارثة لكنى لم اسمع كلاما قط اكره لنفسى وابغض إلى مما سمعته قال ولم قال ويحك يا كعب انما سودنى قومى حين ذهب خيارهم وامثالهم فاحفظ عنى هذا البيت:
خلت الديار فسدت غير مسود ... ومن السقاء تفردى بالسودد
ثم انى رايت الاخ الفاضل بعد ان قطع عنقى بثنائه كما جاء في الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد اثنى عنده رجل على رجل فقال له رسول الله بابى وامى قطعت عنق صاحبك قطعت عنق صاحبك قالها مرارا ثم قال من كان منكم مادحا اخاة لا محالة فليقل احسب فلانا والله حسيبه ولا ازكى على الله احد احسبه كذا وكذا وان كان يعلم ذلك منه رايت اخى محمد عودة يقول في اخر كلمته واذا كانت القوس العذراء قد اسعدتنا الا ان بعض ما يكتب صديقنا العزيز الان يترك في نفوسنا حزازا من الوجد حامزا وذلك مثل هجومه على الثقافة الغربية وكانها فقط كتابات المبشرين المعادين للاسلام والعرب ومثل مساجلته مع لويس عوض التي توقعنا ان تكون اثراء للبحث والأدب فانقلبت إلى مهاجمة يستغلها البعض وكنا نجل الأستاذ الجليل عنها.
***
ولا أدري من أى أمريه أعجب؟ من قطعة ظهرى بالثناء والاطراء ام من اتهامه إيايّ بالجهل والشخف والعبث واختلال العقل حتى صرت عنده صورة من أجاكس عوض عندى فهل يعتقد الأستاذ الصديق انى اهاجم الثقافة الغربية لانى لا اتمثل هذه الثقافة الا من كتابات المبشرين المعادين للاسلام والعرب هل يتصور حقا انى لا اعلم شيئا عن الثقافة الغربية وكل ما اعلمه عنها هو ما يكتبه المبشرون هل يتفضل الصديق باطلاعى على كل شئ من كلامى يتضمن هذا المعنى الشخيف واذا شاء الصديق ان اصرح له بعبارتى انا لا بعبارته هو فانى اقول له بملء فمي نعم! انا عدو للثقافة الغربية ولا استطيع ان اكف عن مهاجمتها،