كتاب أباطيل وأسمار (اسم الجزء: 1)

نشاتى في هذه العربية الشرقية وفي سرارة هذا الدين الذى لا يقبل الله من عباده سواه يوم يقوم الناس لرب العالمين لا من عامى ولا من متعلم ولا من مفكر ولا من عالم ولا من نبى من الانبياء كيف غاب عنه انى بطبيعة ذلك عدو للثقافة الغربية لانها نابتة في مدارج نموها في بيئة وثنية مسيحية انكر عقائدها وارفضها واعتقد بطلانها كل البطلان لمخالفتها للذى طالبنا به ربنا وخالقنا والمنعم علينا الائه ونعمة من عقل وبيان واذا انا داهنت في ذلك اقل مداهنة فانى على يقين من عذاب الله الذى لا يغنى عنى في دفعه ثناء صديقى الأستاذ عودة ولا اعجابه ولا مودته فن الله يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (7) فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9)} [القلم: 7 - 9] فاذا فعلت فانى رهين بعذاب بئيس.
وخير للاستاذ عودة ان يتنأول اى كتاب من كتب الثقافة الغربية التي تتنأول هذا الامر بالبحث ليعلم ان الثقافة الغربية بهذا المعنى هي الحقيقة التي لا يختلف عنها احد من كتاب الغرب وفلاسفتهم ومفكريهم فاذا فعل ذلك فهو خليق ان يعلم انى إذا فعلت غير ذلك خنت امانة ديني وخنت امانة عقلي لان هذا الدين جاء يعلم العقل اولا اى حسن التفكير وحسن النظر قبل ان يطالب الناس باقامة الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع اليه سبيلا، ولو أراد الأستاذ الفاضل ان يجعلنى افهم معنى الثقافة على المعنى الذى تقوله العامة أو الذى يقول به ذيول أجاكس عوض صصبى المبشرين فانا غير مطيق له في الجد إذا كان الامر امر جد لا هزل فيه وهذا كاف ان شاء الله ثقة منى بذكاء عودة وإخلاصة في الفهم.
وأما اتهامه إيايّ بأني قد غصت في الوحل إلى أذني، أعني اتهامه اياى بانى أساجل أجاكس عوض فهذا أعجب العجب فانا لا أساجل شيئا كهذا وهو أيضًا استعمال للفظ في موضعة فاصل المساجلة ان يستقى ساقيان من بئر فيخرج كل واحد منهما في سَجْلِه (أي دلوه) مثل ما يخرج الآخر فأيهما

الصفحة 397