نَكَلَ فقد غُلِب. فاذا قيل في مجاز اللغة: "فلان يساجل فلانا" فمعناه انه يخرج من الشرف مثل ما يخرجه الآخر فايهما نكل فقد غلب ومثل ذلك يقال في الجدال بالحج والبراهين فهل ترى شيئا من ذلك كان بينى وبين هذا الادمى اظن لا فاذا لم يكن ففيم استعملته اذن وما كتبته دال على انى انما عمدت إلى كشف الئثام عن خبيئة فساد متمثلة في كلام وفي شخص اى في مادة وفي صورة اليس كذلك ام تراك نسيت؟
وأما اتهامك ان ما زعمتة مساجلة قد انقلب مهاجمة فهو أيضًا من وضع الألفاظ في غير مواضيعها فمثلك لايمكن ان يجهل ان الطريق الذى سلكته والذى ابنت عنه مرارا في ابتداء مقالاتى وفي الرد على زميلى القديم محمد مندور غفر الله له وفي غير ذلك من المواضع يقطع بم لا شبهة فيه انى اعالج رسم صورة صحيحة لادمى انت أول من يعلم مقدار ما ينطوى عليه من فساد التركيب ام ترانى اخطات في تقدير ما اعرفك تعرفه ويقطع أيضًا بان المهاجة ليست لى بغرض بل الغرض هو الدفاع عن كيان امة برمتها انت احد رجالها بهتك هذه الاستار المسدلة التي تعمل وراها رجال من قبل ولا يززال رجال يعملون من ورائها اختارتهم الثقافة الغربية بالمفهوم الذى دللت عليه اعنى الثقافة الغربية الوثنية المسيحية ليحققوا لهذه الثقافة غلبه على عقولنا وعلى مجتمعنا وعلى حياتنا وعلى ثقافتنا وبهذه الغلبة يتم انهيار الكيان العظيم الذى بناه اباؤنا في قرون متطاولة وصححوا به فساد الحياة البشرية في نواحيها الانسانية والأدبية والاخلاقية والعملية والفكرية وردوها إلى طريق مستقيم علم ذلك من علمه وجهله من جهله ولا يفوت مثلك ان يعلم ان هذه الغلبة لا يراد بها الهدى للناس كما يوهم هؤلاء الاغرار من يتبعهم من الاغرار بل يزداد بها تحطيم شئ هو في طريقة إلى الظهور في الأرض مرة أخرى وهذا كما تعلم هو في جوهرة عمل سياسى محض فمن أجل ذلك انبريت بعد عزلتى لهذه الدمى لاهتك عنها استارها وهذا حسبك وكيف يجهل مثلك هذا في جلائه ووضوحة وقد ساءنى انى اضطررت إلى ان أَجْزِى فضلك علىَّ، بردّ كلام لك لم اره يليق