كتاب أباطيل وأسمار (اسم الجزء: 1)

فأثبت ذلك في ترجمه وهذا ممكن قريب والا أن ياقوتا حين كان يذكره في شأن شيخ المعرة لم يسمع منه هذا الخبر على غرابته وندرته وهذا جائز أيضا وقريب ولكن لعل الشيخ القفطى قد غلبه الحياء أن يحدث به شاميا خبيرا بأخبار أهل الشأم لعلمه هو نفسه أنه خبر تلقفه ليتباهى به في كتبه طلبا للا تيان بالغرائب على عادة بعض أهل العالم في كل زمان ومكان والدكتور لويس عوض جد عليم بذلك عن خبرة وتجربة فتكون العلة في ترك القفطى اسناد هذا الخبر النادر الغريب المنفرد إلى كتاب وجدخ فيه أو إلى رجل من شيوخه أو علماء عصره الذين لقيهم بالشأم أو مصر وفعل ذلك على غير عادته في تراجم من ترجم لهم هي أن مصدر الخبر كان عنده منكرا خبيثا فترك التصريح به والقفطى عالم خبير كانت له خزانة كتب كما ذكر ياقوت انفا وهو لم يترجم لشيخ المعرة الا بعد اطلاع واسع على نوادر الكتب قبله وقد انقضت مئه وثمانون عاما بينه وبين أبى العلاء ألفت فيها كتب كثيرة وترجم للشيخ قبله عدة من علماء فهو يعلم أن الخبر غير معروف عندهم ولا مشهور فكيف استجاز أن يغفل اسناده إلى كتاب أو قائل كان أول ما يفعل أن يتباهى باسناده إلى كتاب سبقه لم يقف عليه غيره أو إلى شيخ حدثه به هو عند الناس عليم حافظ كثير السماع من شيوخ قبله وهذه أشياء تهدى اليها بديهة العقل اثرت الدكتور لويس عوض باستخراجها له ليجد فيها متاع الأستاذ الجامعى بطرائف نقد الأخبار والأقوال!
وقبيح بالمبتدى الجامعى عند هذا الموضوع إذا كانت له شفافة من فطنة أي قليل لا يكاد يذكر أن ينسى همة ياقوت في البحث والتنقيب وطول مدارسته للكتب وكثرة حشده للأخبار من الكتب والأوراق وأفواه الرجال كما ذكرت قبل من صفته فلا يعجب أن يكون ياقوت لم يقف على الخبر في كتب الماضين ويقدر للقفطى وحده أن يقف عليه فهذا أعجب العجب عند أهل المعرفة بالرجلين وبما كتبا.
واذن وانت سيد العارفين فقد انفرد القفطى بهذا الخبر الغريب المنكر والذى جاء به بغير اسناد إلى كتاب أو شيخ مع العلل المتضافرة على وجوب

الصفحة 40