كتاب أباطيل وأسمار (اسم الجزء: 1)

عندهم أيضا كان دالا على مثل ما كان يدل عليه أعوان الاستعمار والتبشير بالحضارة المسيحية الوثنية الغربية.
***
ثم اتخذ اللفظ معانى كثيرة لبسها، ولكن بقى المعنى "الأول" الدال على "الإسلام" عن طريق التورية، فرارا من طائلة العقوبة، هو الذى يستعمله ويدلس به أمثال المسمى "سامى داود"، والمسمى "أجاكس عوض"، تمويها على الناس، في خلال استعمال الناس له بمعنى الفساد الذى شمل حياة الأمة في الميدان السياسى والاقتصادى. وبهذا التمويه القبيح، يريد أمثال هؤلاء التالفين، أن يشفوا غل صدورهم، ببذاءة مغلفة في لفظ مبهم، بعد أن خلعوا المسوح التي ألبسهم إياها الجاسوس البريطانى المحترف "كريستوفر سكيف" و"جماعة إخوان الحرية"، (1) والتحفوا بمسوح جديدة اتخذوا لأنفسهم، بعد طول التدريب، من شعارات ظاهرة معروفة يستترون وراءها، بلا عقيدة، وبلا مبالاة، بل ليتمكنوا من العمل على إحراق "طروادة الجديدة"، وهى مصر العربية الإسلامية بعد سنة 1952، وتدميرها كما دمرت "طروادة" في القديم.
فمن ظن أنى آخذ هؤلاء الدعاة، منذ كتبت عن مسألة "العامية" و "الفصحى" في أوائل مقالاتى، لكى أجرحهم أو أنقدهم نقدا "شخصيا" فقد أخطأ، ومن ظن أن الأمر مقصور على هذه الفئة بأسمائها الظاهرة، فقد أخطأ = لأنى لا أفرق بين رجال هذه "النحلة الجديدة" وإن اختلفت دلالات هذه الأسماء على أنسابها وصلاتها وعلائقها بالحياة العربية التي نحن اليوم في سرارتها وفي حومتها الكبرى = ومن ظن أنى سأقف عند "أجاكمس عوض" وأشباهه حين أعرض مرة أخرى لتمام القول في "العامية" و "الفصحى"، ولأثر الدعاة إليها في حياتنا السياسية والأدبية منذ نشأت هذه الدعوة، فقد أخطأ. وإنما شغلنى كما ذكرت في مقالات مختلفة , كثرة الدروب التي تنشق على جانبى الطريق الأعظم، ومن يكمن في هذه الدروب
__________
(1) انظر من هم "إخوان الحرية" فيما سلف.

الصفحة 405