كتمان ما تحمله من ذلك حتى فاه به في أول عمره وأودعه أشعارا له ثم ارعوى ورجع واستغفر واعتذر ووجه الأقوال وجوها يحتملها التأويل.
وسأعامل هذا الخبر معاملة الدكتور لويس عوض فأدع الخليفة التاريخية والعياذ بالله وهى صدر الخبر واخذ القضية التي أفضى اليها فصاحب هذا الخبر ولا ندرى أي الطبل هو أي أي الناس هو يقرر أن أبا العلاء ضاق صدره بشكوك لم يطق كتمانها فأودعها أشعارا قالها في أول عمره ثم ارعوى ووجهها وجوها يحتملها التأويل فان تكن الخلفية التاريخية وبالله نستجير محتاجة إلى براهين على فسادها يختلف الناس عليها وهذا بعيد وغير صادق فان القضية ممكن عرضها على شئ حاضر بين أيدينا لا يمكن الاختلاف عليه.
قال كليلة لدمنة: كيف كان ذلك؟ قال دمنة:
زعم القفطى في ترجمة شيخ المعرة أن بعض البغداديين بالبلاد الشامية أحضر له أوراقا تشتمل على ذكر تصانيف أبى العلاء وتقادير أكثرها وزعم ياقوت الحريص على تتبع كل شئ أنه وقف على فهرست كتب شيخ المعرة نقله من خط أحد مستملى الشيخ (أي كتابه) أملاه أبو العلاء نفسه وأنه قرأ نسخة أخرى منها فلم يقنع بواحدة فمن طريق القفطى وياقوت وغيرهما تجد لشيخ المعرة خمسة كتب في المنظوم (وهو الشعر) وهذه صفتها وتقاديرها ملخصة:
(1) "سقط الزند" يشمل على شئ نظم قديمًا تزيد الأبيان المنظومة فيه على ثلاثة الاف بيت (وهو مطبوع).
(2) "لزوم ما لا يلزم" أربعة أجزاء مئه وعشرون كراسة فيه أحد عشر ألف بيت وهو مطبوع ملقى السبيل وهو السبيل وهو أربع كراريس (وهو مطبوع).
(4) "استغفر واستغفرى" يشمل على نحو عشرة الاف بيت (بلغنى أنه وجد ثم عرفت أن ذلك باطل).
(5) "جامع الأوزان والبحور" ستون كراسة تسعة الاف بيت (لم يوجد بعد).