من إنكار البعث بعد الموت وإنكار ما يتبع ذلك من الثواب والعقاب والحساب والمجازاة.
2 - ثم رأيت لفظ الدين معرفا مقرونا بذكر الإخلاص في سورة الأعراف 29 وسورة يونس 22 وسورة لقمان 32 وسورة الزمر في أربعة مواضع 2، 3، 11، 14 وسورة غافر في موضعين 14، 65 وسورة العنكبوت 65 كقوله تعالى في سورة الأعراف {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [الأعراف: 29] وقوله في سورة الزمر {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} [الزمر: 3] وهو في هذا الموضع بمعني الطاعة والإخبات لله فمعني مخلصين له الدين أي نفرده بالألوهة ولا نشرك به أحدا من خلقه بل نطيعه وحده سبحانه كما أمر على لسان رسله وقد رأيت أن ذلك إنما جاء حيث ذكر الله الشرك واتخاذ الأولياء من دون الله واعتقاد الشفعاء والأنداد.
3 - وجاء أيضا معرفا غير مقرون بذكر الإخلاص في معرض اتخاذ إلهين اثنين وهو الضلال الموبق ووصفه بصفة أخري وذلك قوله تعالى في سورة النحل {وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا} [النحل: 52] أي له الطاعة دائمة ثابتة واجبة لازمة لكل خلقه أن يطيعوه ويخضعوا له مع تمام الرعاية في إفراده بالألوهة أمرا لازما من الله يقول تعالى {وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (51) وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (52)} [النحل: 51، 52] فهذا هو المعني الثاني.
4 - ثم وجدت سورا من القرآن جاء فيها ذكر الشرك بالله واتخاذ الشفعاء وقول الكافرين {اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا} [البقرة: 116] وذكر اختلاف أهل الكتابين من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم وذكر إتباعهم أهواءهم بغير علم وذكر الذين اتخذوا كتاب الله الذي أنزل إليهم قراطيس يبدونها ويخفون كثيرا فرأيت لفظ الدين قد جاء معرفا وموصوفا حال صاحبه بأنه حنيف والدين نفسه موصوفا بأنه قيم وذلك في سورة يونس 105 وسورة الروم 30 وسورة يوسف 40 وسورة الأنعام 161 وذلك كقوله تعالى في سورة يونس {وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ