كما جاء في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنا أولي الناس بعيسي ابن مريم في الأولي والآخرة قالوا كيف يا رسول الله قال الأنبياء إخوة من علات (العلات: هم الأخوة لأب من أمهات شتى)، وأمهاتهم شتي ودينهم واحد فليس بيننا نبي ومراد بالدين في ذلك كله هذه الطاعة المعروفة في عبادة الله وحده على الوجه الذي وصي الله به أنبياءه جميعا فهذا فرع على المعني الثاني مع تحديد واضح.
6 - ثم جاء الدين في سورة الأعراف 51 وفي سورة الأنعام في ثلاثة مواضع 70 137 159 وفي سورة الروم 32 مضافا كالذي جاء في ذكر المشركين في سورة الأنعام 70 {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} [الأنعام: 70] والذي جاء في ذكر اليهود والنصارى في سورة الأنعام {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} [الأنعام: 159] وذكر المشركين في سورة الروم 30 بعد قوله {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا} [الروم: 30] الآية بقوله تعالى {مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32)} [الروم: 31، 32] فدل ذلك على أنه أراد المعني السالف قبله وهو الدين الواحد في عبادة الله على الوجه الذي أمر به أنبياءه فتفرق فيه الناس فهذا أيضا فرع على المعني الثاني.
7 - وأما ما جاء مضافا في سورة غافر على لسان فرعون وذلك قوله {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ} [غافر: 26] فإن سياق الآيات يدل على أنه أراد بالدين هنا الخضوع والطاعة في العبادة ولأنه هو الذي كذب موسي وعصي {ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (22) فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى (25) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (26)} [النازعات: 22 - 27] كما جاء في سورة النازعات فهذا أيضا فرع على المعني الثاني من وجه مخالف.
8 - وأما ما جاء في سورة يوسف في قوله تعالى عند ذكر خبر يوسف وأخيه {مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [يوسف: 76]، فمن البين