واحد هو ما جاء في بعض مراثيه من ذكر هول الموت واستبشاعه وأن الموتى يفضون إلى غيب مجهول لا يأتينا عن أحد منهم خبر وأشباه ذلك ولا أظن ولا أظن الدكتور لويس عوض يظن أن شيئا من ذلك كان ممكنا أن يجلب على الرجل الوقيعة في دنيه وإساءة الظن في اعتقاده لأنه لم يسر فيها إلا على مدارج الشعر قبله وبعده ممن لم يرمهم أحد بمثل هذه النقيضة وإذن فباطل أن يكون محتاجا إلى الاعتذار منه وتوجيهه وجوها يحتملها التأويل كما قال الراوي.
وكل شادٍ جامعى مبتدئ يستطيع إذا عرف لغة العرب أن يقرأ سقط الزند كله فيجده خلوا أي خاليا تاما من شكوك يمكن أن يقال إنها انقدحت في صدر الفتى المعرى من جراء أقوال من أوائل أقوال الفلاسفة سمعها من راهب يشدو شيئا من علوم الأوائل فإذا صح هذا وهو صحيح بلا شك فحسبه به تكذيبا لقضية هذا الخبر وناهيك به دليلا على جهل قائل جهلا تاما محكما بشعر أبى العلاء في صباه ومع ذلك فأنا أحب أن أزيد هذا الشادى المبتدى شيئا من المعرفة أو أوفر عليه بعض الجهد أو أعطيه مفتاحا صغيرا لدراسة شئ من تاريخ شيخ المعرة بأن أدله على شئ حققته بنفسى متتبعا شعر سقط الزند وهو أن جل ما استخرجه الطاعنون في الشيخ من شعر سقط الزند مما نسبوه إلى سوء اعتقاده بعد تأويله ليس البتة مما قاله في أول عمره وصباه بل مما نسبوه إلى سوء اعتقاده بعد تأويله ليس البتة مما قاله في أول عمره وصباه بل مما قاله وهو في الثلاثين وما بعدها بقليل وهذه فائدة لطيفة!
وصاحب هذا الخبر بلا أدنى ريب بعد الذى قدمناه ليس معاصرا لأبى العلاء لأنه لو كان له معاصرا لسارع القفطى المنفرد بالخبر إلى ذكر اسمه كما توجب بداهة العقل ومع الأسف أنا في شك من مسألة وجود بداهة العقل في أيامنا هذه فإذ ليس معاصرا وهذا أمر ستعرف معناه بعد قليل فإنما هو إنسان قال ما قال بعد أن ساءت القالة في عقيدة أبي العلاء بعد سنة 400 أي بعد أن عاد من بغداد ولزم بيته وترك أكل اللحم وكتب ما كتبه من شعره مثل لزوم ما لا يلزم واستغفر واستغفري وغيرهما مما كان سببا في التشنيع عليه والنقيصة من دينه.