به الإسلام ثم ذكر الدين معرفا مفردا ثم وصفه بلفظ كله الدال على معني الجماعة فكأنه قال على كل دين ولكنه سبحانه لا يسمي شيئا من هذه الضلالات في عبادته وطاعته دينا فجاءنا بالحق في العبارة عن هذه الملل التي يدعي أهلها أن الذي هم عليه عبادة له سبحانه فجعلها كلها ملة واحدة في الكفر وإن اختلفت أسماؤها وتفرقت طرقها فيما يزعمون أنه عبادة لله سبحانه وليست هي بعبادة إنما العبادة التي ارتضاها الله وجعلها ظاهرة عالية على كل عبادة باطلة هي عبادة الإسلام دين الحق على الوجه الذي أمرنا ربنا أن نعبده عليه في أعمالنا وفي عقائدنا وفي أحكامنا وفي أصول تفكيرنا ونظرنا.
فصار بيننا بعد هذا أن الله سبحانه لا يرضي لنا ان نسمي شيئا من الملل من نصرانية ويهودية وغيرهما دينا سوي ملة أبينا إبراهيم عليه السلام وملة أنبيائه جميعا وهي الإسلام دين الله الذي لا يقبل من عباده دينا سواه والذي أرسل به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ليبطل الملل كلها ولا يكون شئ منها يسمي دينا سوي الإسلام وإذن فقول المسلم مثلا الأديان السماوية قول مخالف لعقيدة أهل الإسلام في حقيقة هذه الملل التي عليها الناس أحمرهم وأسودهم فإن الله لم يرسل نبيا من أنبيائه بدين غير الإسلام وكل ما خالف الإسلام من الملل في عقائدها وعباداتها وآدابها وأصول تفكيرها ونظرها فالمهيمن عليه وعلي صحته أو بطلانه هو القرآن كتاب الله والحديث حديث رسول الله والدين القيم هو ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه هو وأصحابه والتابعون لهم بإحسان إلي يوم الدين وكل من فارق دينه الذي بعث به صلى الله عليه وسلم من مشرك ووثني ويهودي ونصراني ومتحنف ومن ابتدع في الدين ما ضل به عن الصراط المستقيم فداخل في قوله تعالى في سورة الأنعام 159 {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} [الأنعام: 159].
***
وقد بقي شئ كثير كنت أحب أن أقوله في بيان الحق حتي لا نهوي في الضلالة في زمان قد فتن الناس فيه ما يرون من غلبة الذين اتخذوا دينهم هزوا ولعبا