كتاب أباطيل وأسمار (اسم الجزء: 1)

وغرتهم الحياة الدنيا والذين فرحوا بما عندهم من العلم والذين غضب الله عليهم وزادهم بضلالتهم ضلالة مع ما عندنا من الدعاء اللازم في كل صلاة مرات {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)} [الفاتحة: 6، 7]. وبين أن المغضوب عليهم هم الذين جاءهم الكتاب فكتموا ما فيه وبدلوه وهم اليهود وأن الضالين هم الذين جاءهم الكتاب من بعده فأضاعوه وابتدعوا لهم عبادة بغير علم موروث عن أنبياء الله.
ونحن اليوم أحوج ما نكون إلي تخليص أعناقنا من ربقة العبودية للأهواء بعد أن أذاقنا الله لباس الجوع والخوف ولن يتم لنا شئ من ذلك حتي نصحح الأصل الذي ننظر به إلي الأشياء من حولنا وعلي الوجه الذي أمرنا الله أن ننظر ونفكر ونعمل فإن النظر والفكر والعمل كل ذلك عندنا عبادة قد بينها الله في كتابه وسنة نبيه بيانا شافبا كافيا لا يماري فيه إلا من وقع عليه ما قاله سفيان بن عيينة من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى.
ونحن اليوم أولي أن نقيم وجوهنا للدين حقا مخافة أن نقع فيما أنذرنا به نبينا في الحديث الذي رواه معاوية رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر افتراق الفرق في الدين ثم قال: "إنه سيخرج من أمتي أقوام تتجاري بهم تلك الأهواء كما يتجاري الكلب بصاحبه لا يبقي منه عرق ولا مفصل إلا دخله ثم قال والله يا معشر العرب لئن لم تقوموا بما جاء به نبيكم صلى الله عليه وسلم لغيركم من الناس أحري أن لا يقوم به". وأعاذنا الله أن نكون من هؤلاء.
وأرجو أن أتم هذا في مكان غير هذا المكان وفي وقت غير هذا الوقت.

الصفحة 441