كتاب أباطيل وأسمار (اسم الجزء: 1)

في نفسي لعله لا يعني كثيرا من الناس بيد أني أستلذ محاولة الإبانة عنه وكأني قد فعلت ذلك منذ بدأت ولم أبلغ هذا المبلغ حتي رأيت من حق القارئ أن يعرف ما الذي دعاني إلي كل هذه الإطالة.
وخبر ذلك أني منذ وقعت على الشئ المسمي "بلوتولند" وقصائد أخري والذي قلت عن مؤلفه في إحدي المقالات أنه خبل في حالة تأليف وخبل في حالة شعر أيضا لم أزل على يقين من أن صاحبه أجاكس عوض الذي كان يسمي فيما غبر لويس عوض خلق لا يفلح أبدا لأنه شرلتان بالطبع فضلا عما دربه عليه مدربوه تحت أشجار الدردار عند الشلال بكامبردج من اتخاذ ثخانة الوجه درعا يتقي بها ما عسي أن يغزوه من الحياء من خارج وهي إحدي خصائص المبشرين كما عرفتهم.
وأظن أني آذيت المسكين فإني لما بدأت أكتب أردت أن أتغلب به فزعمت أنه له سلطانا على اليونانية وغيرها من اللغات فصدق ذلك من تتابع فضائحه وأراد أن يمارس هذا السلطان على الشاعر اليوناني المعذب البائس أرسطوفان أو أريستوفانيس كما يكتبه فعمد إلي مسرحيته الضفادع فترجمها وقبل أن أقرأ منها شيئا وذلك حين بلغني الخبر علمت أنه الآن خبل في حالة ترجمة فإنه أن يكن سهلا على بعض الناس كالأستاذ عبد العظيم أنيس مثلا أن يسلك هذا الآدمي في عداد الشعراء فليس سهلا على أن أسلكه فيمن يفهم أبسط الشعراء فضلا عن عويصه فضلا عن تقصيده القصائد.
ثم مثلت المسرحية وفوجئت أيا ببعض أفراد العصابة ينعت هذه الترجمة بأنها معجزة اللغة العربية في المكان الذي نري لهذا المبشر الثقافي المضحك سلطانا عليه وهو صحيفة الأهرام وهذا الكاتب هو بعض بقايا العهود الغابرة وهو الأستاذ كمال الملاخ ثم تتابع الثناء على هذه الترجمة فقلت لنفسي يا أبا فهر إما أن تكون أنت امرءا لم يؤت حظا من حسن الإدراك وإما أن يكون حضرات المقرظين هم الذين أخطأهم حسن الإدراك وليس بين الأمرين وسط وكاد الأمر يقف عند هذا الحد من مناجاة النفس.

الصفحة 451