كتاب أباطيل وأسمار (اسم الجزء: 1)

غليظ ثقيل الجثة فيطأ في حر بيانه بأظلاف مفلطحة عراض جاهلة تعجن كلماته عجنا حتي تجعلها خبزة واحدة من الركاكة والسخف والثقل؟!
إني لأرثي لأرسطوفان وما لقي بيانه وإن لم يكن مني ولا أنا منه ولكن الكلمة عندي نسب واشح فمن أجلها رق له قلبي ولكن ماذا نملك له إذا كان الناس قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا فهم أحرار في جميع أفعالهم أحرار في الصدق وأحرار في الكذب وأحرار في الدعوي وأحرار في خفة الدم وأحرار في الشرلتة أيضا ماذا نغني عن أرسطوفان إذا كان الحياء لم يعد يعني أحدا فمن شاء أن يتعري على قارعة الطريق تعري بلا حرج فقد غاب الوازع وألقي منسأته أي عصاه لتأكلها دابة الأرض ومع علمي بأني لا أغني عن هذا البائس أرسطوفان شيئا فقد رأيت أن ابل نسب الكلمة ببعض بلالها وأبري ذمتي بأضعف التغيير للمنكر وهذا الأضعف هو النقد أعني نقد هذا الغثاء فعسي أن يقوم في الناس وازع في يده منسأة يطرد بها عن هؤلاء الموتي المساكين الذين لا يملكون عن أنفسهم طردا ولا دفاعا!
و"الشرلتان" المعروف عمد إلي ترجمة جلبرت مري بالإنجليزية فمنها مسخ الضفادع أعني ترجمها فيما أظن ولم يجد كلمات يمسخ إليها الضفادع سوي الكلمات العربية أيضا مسخا لا نظير له إلا في "بلوتولند" وقصائد أخري ثم سائر ما يكتب هذا الشرلتان.
وقد فاجأنا في المقدمة التي سماها المشهد بثقل تعالمه فكتب أكسانثياس أو خانثياس كأنه يريد أن يقول للقارئ وللممثل انظر يا جدع أنا عالم أنا أعرف أنطق اليونانية انظر خانثياس وإلا فحدثني ماذا يهم الناس من ذلك إذا كان هو سيكتبها في طول المسرحية وعرضها أكسانثياس وسيتطقها الممثلون في الحوار كذلك هذا شئ ثقيل جدا لا يفعله أحد له حصاة صغيرة من العقل.
ثم ذكر بعد ذلك لفظ تونيكا وهو لفظ مبهم لا دلالة له في العربية، ولا يعرفه لا ممثل ولا غير ممثل، وهو أيضا ليس اصطلاحا علميا مشهورا، حتى

الصفحة 457