ينقل كما هو ولفظ "تونيك" يطلق على لباس خاص اختلفت أشكاله على مر العصور. فهو عند اليونان شئ وعند الرومان شئ آخر وهو في الكنائس شئ ثالث.
وإنما أراد جلبرت موري ذلك اللباس الذي كان على عهد اليونان وهو قميص يلبسه الرجال والنساء فقميص الرجال قصير إلي الركبتين ولا كمي له وقميص النساء طويل إلي الكعبين وله كمان مفتوقان وهذا الأخير هو المراد هنا وهو بالعربية الريطة أو الدرع من لباس النساء فكان أولي أن يستخدم ذلك فإن أبي إلا الانحطاط بأرسطوفان فليقل الفستان وهذا شئ لابد منه لأن هذا اللباس هو الذي سيستخرج الضحك من فكي هرقل حين يدق عليه ديونيزوس بابه.
والسبب في إلباس أرسطوفان ديونيزوس هذا اللباس أن زيوس حين نزا على سميليه ولدت له ديونيزوس هذا لغير رشدة وخاف عليه غيرة امرأته وحسدها فعهد به إلي هرمس فأخذه هرمس فبعث به إلي أساماس وزوجته ليكفلاه وتقدم إليهما أن يجعلا لباسه لباس النساء دفعا لحسد امرأة زيوس وغيرتها فمن أجل ذلك أظهره أرسطوفان في ثياب النساء.
وهذا الشرلتان المساخ مترجم مستهين بما يفعله فقد ذكر الزكيبة والعكاز في ترجمة هذا النص القديم والزكيبة عندنا في مصر أكبر من الشوال ولا يقالان إلا في الوعاء الذي يوضع فيه الأرز والقمح والشعير وأشباه ذلك ولم يرد جلبرت مري شيئا من السخرية حين ذكر ذلك بل أراد صرة فيها متاع هذا الإله المخنث ديونيزوس أو كارة وهي صرة الثياب خاصة فلا معني لخفة الدم الثقيل في ترجمة مثل هذه النصوص أما العكاز فكل طفل في الطريق يعلم أنه عصا يتوكأ عليها الهرم وذو العاهة ولا تجد أحدا من أسخف الناس عقلا يسمي العود الذي يحمله الحمال عكازا فإما أن يقول عصا أو عود أو قضيب أو ما شئت من الألفاظ التي تصلح للحمل ولا تدل على معني محدد في العربية وفي العامية جميعا وندع هذا الغثاء إلي الحوار وقد رقمته لتسهيل الإشارة إليه.