العلاء إلى أن بلغ الخانسة والثلاثين من عمره والدكتور بالطبع قد درس كل شيء وأحاط بما لدينا علما وهذا شيء ينبغي الإقرار له به والصبر عليه والله زمن كما تقول العجائز وأيا ما كان الدكتور لويس عوض فإن الرؤساء لا يكتبون إلى فتى في أول عمره كما يقول التالف صاحب الخبربل إلى رجل قد استكمل رجولته وعرفه الناس وذكروه فراسله الرئيس بعد الرئيس وراسلهم وبداهة المنطق إن كان بقى للمنطق بداهة بعد مقالات الدكتور لويس عوض عن شيخ المعرة والتي لا تزال تنشر إلى يوم الناس هذا الجمعة 23 رجب سنة 1384 هـ وبداهة المنطق والأمر لله توجب أن يكون أبو العلاء كان يومئذ في حدود الخامسة والعشرين من عمره على الأقل أي في نحو سنة 388 من الهجرة على الأقل مرة أخرى.
وثالثة ورابعة وخامسة وما شئت فنص كلام أبي الحسن المصيصي دال أوضح الدلالة على أنه لقي أبا العلاء بالمعرة مرات إذ لا يتفق أن يرى منه كل هذه العجائب في مجلس واحد إلا أن يكون الفتى المعري قد لقنه راهب دير الفاروس أيضا فن التمثيل نقلا عن يونان الدكتور لويس عوض فوقف على مسرح يعرض أعاجيبه دفعة واحدة ليستخرج بها العجب من عيون الناس والفلوس من جيوبهم = ودليل آخر على تكرار هذا اللقاء أن أيا الحسن يقول وحضرته يوما وهو يملي فهذا يوم غير الأيام التي ذكرنا ويدل تنكيره يوما على تكرار ذلك في أيام متعددة وهذا صعب على الدكتور فهمه فأعتذر وإذا كان ذلك استنباطا صحيحا وهو صحيح بلا شك وكان هذا الأعمى اشاعر الظريف الذي يلعب بالشطرنج وبالنرد ويدخل في كل فن من الجد والهزل آخ كأنه يعني بذلك الترجيديا والكوميديا وتلقاها أبو العلاء أيضا عن الراهب بلا شك وكان أبو الحسن يلقاه خلال إقامته بمعرة النعمان معاودا للقائه ويراه عجبا من العجب ألم يكن من حق هذه الطريقة العجيبة عن أبي الحسن أن يتقصى أخبارها ونشأتها وكيف بلغت هذا المبلغ وإذا فعل وكان هذا الأعمى متهما في دينه لما استودعه شعر صباه من الشكوك (اليونانية) حتى احتاج إلى الاعتذار منها والتمس لها وجوها من التأويل ألم يجد مدة مقامه بمعرة النعمان من يقول له كان