ثم جاء في ترجمة رقم (11) من الحوار بأكبر السخف لا في استعمال لفظ الكراكيب التي أراد بها الأثقال الفادحة بل في التصريح مرة أخري بلفظ النكتة والتنكيت مع ان الأصل اليوناني لم يزد على أن قال ما معناه مادمت خادما يحمل الأثقال فكيف تحرم على أن تفعل ما يفعله الخدم والحمالون في مرحيات فلان وفلان ممن لجأون إلي استخراج الضحك من رواد المسرح بمثل هذا الفعل ثم لا تزال الركاكة تسعي في رقم (12) و (13) فيستعمل الفقفقة كما استعمل آه يا فقافيقي في رقم (4) مع أنه لم يرد إلا ما ذكرت من تفاصح الخادم لا استعمال ألفاظ مضحكة من سخفها كهذا اللفظ (آه يا فقافيقي).
ثم يأتي رقم (14) فتراه يقول أنا الإله ديونيزوس ابن الجمدانة العظيمة وبالطبع هذه لغة باب البحر وخمارة عزوز لا لغة مثقف يحترم نفسه ويحترم سامعيه وبيان الأمر أن الإله ديونيزوس هذا هو ابن الإله زيوس لزنية وهو عندهم إله الخمر والكرم (وهو باخوس).
وقد استعمل أرسطوفان مكان أنا الإله ديونيزوس سليل الإله زيوس أنا الإله ديونيزوس سليل الدن سخرية واللفظ الذي استعمله للدن هو وهي آنية من أواني الإغريق القديمة قصيرة العنقلها عروتان في جانبيها تستعمل للخمر مالإبريق وظني أن أصل لفظ زيوس اليوناني معناه الدنّ أو الرَّاوُوق (وهو من آنية الخمر) فاستعمال لفظ الجمدانة ثم وصفها بالعظيمة تهويش لا معني له إلا سخف العقل.
ثم يتمم بلاء هذه الفقرة بقوله أنا لابد أن أشتغل بنفسي وأمشي وأتركه يركب حتي لا يتعب أو يحمل الأشياء ثم أراه يشكو ولا أدري كيف أطاق الممثل أن ينطق هذا الغثاء المتراكب على المسرح ولكن هذا شئ لا شأن لنا به هنا ولكن المهم أنها ترجمة سقيمة جدا دالة على تمام جهله باللغة التي يترجم منها فإنه زاد ثم أراه يشكو بلا سبب معقول، ولا وجود لها في الأصل