أن الحمار يحمل ما تحمله أنت فيقول له أكسانثياس منكرا (21) كلا لا يكون الحمار حاملا لما تحمل عبئه كتفي فيغالطه ديونيزوس مرة أخرى (22) وكيف تدعي أنك تحمل حملا وأنت نفسك محمول فيحار أكسانثياس في جدل هذا السفسطائي فيقول (23) لا أدري كل ما أعلمه هو أن الحمل قد أثقل كاهلي فيعاوده ديونيزوس مغالطا (24) إذا كان الحمار لا يحملك ولا يحمل ما تحمل فانزل عنه واحمله على كتفك (يعني أن يجعل نفسه مكان الحمار فيحمل الحمار المتاع) ويبقي أكانثياس بالمنزلة كان فيها الحمار" "لا يحمل الحمار، ولا يحمل ما يحمله".
***
وقد تعجَّلْتُ في ترجمة هذا الحوار وهو صعب المرتقي ولكن انظر ماذا فعل به هذا الجاهل الغر الذي لا يدري ما الإنجليزية ولا ما اليونانية ولا ما حوار أرسطوفان في ضفادعه!
وقد كنت عزمت على أن أسير في نقد هذا السخف المتراكم سطرا سطرا ولكني رأيت المر قد طال جدا وأعياني أن أراجع كل حرف وكل كلمة وأستقصي دلالاتها التي استخدم فيها أرسطوفان ذكاءه ومهارته وقدرته وفنه الذي كاد ينفرد به ولكن بقيت عجيبة في آخر هذه الفقرة التي نقلتها من مسخ هذا الشرلتان لمسرحية الضفادع.
ذلك أن أرسطوفان ذكر على لسان ديونيزوس شهوة من شهواته العظام وهو يحاور صاحبه هرقل (من رقم 43 إلي 45) فسأله هرقل في ترجمة هذا الشرلتان المخمور رغبة كبيرة من أي حجم فقال ديونيزوس يعني كبيرة بدرجة معقولة تقريبا من حجم الشمال وهذا كلام سقيم جدا من حيث هو كلام مركب ولا أدري كيف نطق به الناطقون على المسرح ولا ماذا كان وقعه في نفوس السامعين؟
ولكن الشئ الذي لا ينتهي منه العجب أنه قال في حجم الشمال أو تدري كيف كان ذلك أتذكر مسألة الصلبان في شعر أبي العلاء، التي