كتبها أرسطوفان وبلا مراجعة لحرف واحد من أصوله أو تراجمه كيف استجاز أستاذ يري الناس أنه أستاذ جامعي كالدكتور عبد القادر القط مثلا أن يقوم ويقعد في أعمدة الأهرام مدللا على هذه البضاعة الكاسدة التي يعرضها مخمور لا يفيق وكيف غاب عن حضرات المقرظين من شذاذ العصابات أن هذا المسكين الذي جعل نفسه بمنزلة الثور اليوناني أجاكس بن تلامون إنما خرج من تحت أنقاض الإلياذة ليدمر طروادة الجديدة أي مصر الإسلامية العربية بعد ثورة سنة 1952 وليطلب نفس الملك ميداس الذي أنقذ كلمة القومية العربية من التلوث بأنفاس كل أجاكس كذاب كان ينطق بها لأسباب أبنت عنها في بعض مقالاتي إن هذا الطليق المفلت من الأسوار أراد أن يضع على لسان أرسطوفان في هذه المسرحية معاني من أحقاده مستغلا ما أودعه فيها أرسطوفان من نقد لبعض ساسة عصره إذ كان يعدهم من المهرجين الذين لا يلتمسون المجد إلا لأنفسهم لا لوطنهم فهل يظن هذا المسكين وهل يظن شذاذ العصابة التي تعمل له عمل الأبواق في الزفة أن ذلك يغني شيئا أو يرد عليهم نفعا وهل يظن هو أو أصحابه أنه لا يوجد من يستطيع أن يكشف عن هذا العبث بشعر أرسطوفان وتضمينه معاني فاسدة قبيحة بعيدة عن مراده إن جبن هؤلاء المتسترين وراء اسمه جبن لا مثيل له فضلا عن أنه استهزاء بالتراث الأدبي لرجل من عظماء قومه وتضليل للشباب ممن لا يعرف لغة هذا الرجل حين يقع في أوهامهم أن أرسطوفان ممكن أن يقول مثل هذا الغثاء الذي يكرب النفوس ما يفوح من رائحته.
ولا أدري كيف سمح الدكتور عليّ الراعي وهو فيما أظن المشرف على أمثال هذه المسرحيات بأن تعرض على الناس مسرحية لأرسطوفان تتكلف شيئا كثيرا من مال الأمة قبل أن يطلع عليها ويراجعها وهو قادر على ذلك بلا شك وقبل أن يضمن وفاء هذه الترجمة بحق أثر من الآثار العظام التي يعدها أهلها من أعظم آثارهم كيف يترك مثل هذا نهبا للأفاقين والنصابين الذي يتكلمون باسم الثقافة والفكر كما قال محيي الدين محمد إن لكل شئ حدا يقف عنده فلابد من أن يقف هذا اللعب الذي يأتيه هذا الشرلتان في أكبر صحف العرب وهي صحيفة الأهرام وفي المسارح وفي دور النشر التي تتولي نشر خبائثه على الناس