- 3 -
وأيضا، ليس حسنا بل قبيحا أن يتنفخ كاتب على قراء صحيفته أو مجلته (تنفخ على وزن تكلم بكلام وتحزم بحزام فيشد الزق على خصره أو يلقيه على منكبه (والزق اقربة ويضع مزماره في فمه ثم يمشي به مختالا يمط قامته ويصعر خده ويشنق عنقه أي يرميها إلى الوراء مرفوعة ويخرج صدره ويخطو على بساط من الزهو والتعاظم نافخا شدقيه مرسلا هواء جوفه إلى جوف قربته ليسمع الناس شاءو أو أبوا موسيقى القرب الأسكتلندية العالية الضجيج المتشابهة النغم ويظل يفعل بهم ذلك أسبوعا بعد أسبوع إلى ثمانية أسابيع لا بل منذ كتب ولكن هكذا كان فإن الدكتور لويس عوض ظل ينزل بنا تلك الأنغام بلا رحمة وبلا تحنن على البائسين الضارعين قراء صحيفة الأهرام صحيفة كل جمعة ويوم الجمعة عندنا نحن مبارك الساعات فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم قائم يصلي يسأل الله خيرا إلا اعطاه إياه كما جاء في الحديث الصحيح بيد أننا قضينا زمنا طويلا نصبح يوم الجمعة لنجد فيه ساعة معكوسة الحظ منكوسة كالذي قال أبو عبادة البحتري في إيوان كسري:
عكست حظه الليالي وبات المشتري ... فيه وهو كوكب نحس
فهو يبدي تجلدا وعليه كلكل ... من كلاكل الدهر مُرْسِى
ونحن، والله، كذلك نُبْدِى مع يوم الجمعة هذا التجلد! و (بالمرة)، ليس حسنا أيضا، بل قبيحا أن يبتنفش بالتيه كاتب يواجه أعين الناس بما يكتب فيخرج عليهم كأنه بطل باذخ علايه أبهة الظافر الميمون الطائر ليراه الناس في كلامه راكبا حصانا أشهب فيه بياض وعليه لأمة المحارب أي سلاحه على رأسه الخوذة وعلى بدنه من فرق رأسه إلى نصف ساقيه سابغة زغف أي درع