الخبر عن أحد غير القفطي. وإذن فهو خبر مجهول المخرج دهورا متطاولة حسبناها بحساب المعلم وبالأرثماطيقا اليونانية فإذا هي تسعمئة سنة وخمس وستون سنة هذه كائنة الكوائن وكانت حسبنا وزيادة في إسقاط الخبر وإطراحه ولكني أحببت إكراما للدكتور لويس أن أكشف له عن كائنة أخرى بل كوائن فإن الخبر مختوم بقضية قابلة للعرض على وثائق ثابتة حاضرة عتيدة لا ينتطح فيها عنزان كما في المثل وقضية الخبر أن شيخ المعرة حدثت له شكوك وإنحلال أتته من قبل راهب دير الفاروس فلم يطق كتمانها فأودعها أشعار قالها في صباه ثم تاب وارعوي واعتذر منها ووجهها وجوها يحتملها التأويل فأثبت البرهان المعتمد على الوثائق أولا وعلى العقل ثانيا إن كان للعقل هنا فائدة أن هذا شيء لا حقيقة له ومناقض للواقع وباطل يدل على بطلانه ما عندنا من شعر الرجل في صباه ويدل على بطلانه أيضا ما تضمنته تراجم الثلاثة المعاصرين للشيخ = وتبين أيضا أن الذي حدث القفطي بالخبر ليس معاصرا لأبي العلاء بالبداهة وأنه لا يمكن أن يكون منقولا عن معاصر بالبداهة أيضا واحدة = وهو جاهل بشسعر أبي العلاء وبالزمن الذي بدأت فيه تهمة الرجل في دينه ثانية = وهو فوق ذلك ظنين في عقله يحسب أن الناس كلهم جهال مثله بلا عقول ثالثة = ومختلط العقل من سمادير الهوى والإدمان رابعة = وشر لتان قديم معرق في الرعونة والطيش خامسة = وكذاب لا يحسن يكذب سادسة = وإن شئت فزد ولا حرج فهذا ما كان ونرجع إلى ما سيكون.
فإكراما للدكتور لويس عوض مرة ثالثة نشرع في مدارسة الخلفية التاريخية لهذا الخبر العظيم أكرمك الله وأجارك والتي هي عند أصحاب هذا اللسان تسمى صدر الخبر وللتذكير وحسن المدارسة أثبت نص ذلك بلفظ القفطي بلا تعديل أدخله عليه مدخل وبلا تحريف لألفاظه حرفه ذو هوي يقول القفطي أو من حدثه ولما كبر أبو العلاء ووصل إلى سن الطلب .. طمحت نفسه إلى الاستكثار من ذلك فرحل إلى طرابلس الشام فاجتاز باللاذقية ونزل دير الفاروس وكان به راهب يشدو شيئا من علوم الأوائل فسمع منه أبو العلاء كلاما من أوائل كلام الفلاسفة حصل له به شكوك لم يكن عنده ما يدفعها به فعلق بخاطره ما حصل به بعض الإنحلال