كتاب أباطيل وأسمار (اسم الجزء: 1)

أن تقع عليه مما يسوءهم أو يضحكهم منه فحسب إلحاحه في الطلب وإصراره مذقة شارب ووميض خالب وبقية مما تركه حزنه على أبيه في نفسه من القلق والنفور.
فهذه أمور أربعة أحببت أن أوفيها بعض حقها من البيان مختصرا غير مطيل وإنة كنت أثقلت على الدكتور لويس عوض وأطلت عليه الشقة والشقة بضم الشين السفر الطويل.
ونعود من هذا السفر البعيج إلى خبر راهب دير الفاروس وقبل أن أتنأول ألفاظ الخبر من الوجه الذي أريد أحب أن أذكر كذبة لطيفة جاءت في هذا الخبر دالة على أن محدث القفطي به وضاع كذاب ملفق فإنه يقول فرحل يعني أبا العلاء إلى طرابلس الشام وكانت بها خزائن كتب قد وقفها ذوو اليسار من أهلها فاجتاز باللاذقية ... وليس الأمر كذلك فإن هذه الوضاع الملفق والناس متشابهون في كل زمان قد سمع أو قرأ خبرا آخر لا يقول صاحبه وكانت به خزائن كتب قد وقفها ذوو اليسار من أهلها بل يقول، كما حدثنا ابن العديم 588 - 660 هـ وهو معاصر للقفطي 568 - 646 هـ ولم يطلع على كتاب القفطي بلا أدنى ريب في ذلك وعلى الأقل لأنه لم يذكره البتة في كتابه يقول وقد ذكر بعض المصنفين أن أبا العلاء رحل إلى دار العلم بطرابلس للنظر في كتبها فقال دار العلم ولم يقل خزائن كتب.
فانظر ماذا قال ابن العديم في نقض لفظ هذا الخبر فأمسك بتلابيب دار العلم كما نفعل نحن الآن بألفاظ أخيه الآخر قال ابن العديم:
اشتبه عليه ذلك بدار العلم في بغداد ولم يكن بطرابلس دار علم في أيام أبي العلاء وإنما جدد دار العلم بها القاضي جلال الملك أبو الحسن عليّ بن محمد بن أحمد بن عمار في سنة اثنتين وسبعين وأربعمئة 472 هـ وكان

الصفحة 62