كتاب أباطيل وأسمار (اسم الجزء: 1)

أبو العلاء قد مات قبل جلال الملك في سنة تسع وأربعين وأربعمئة 449 هـ، وقف ابن عمار بها من تصانيفأبي العلاء الصاهل والشاحج والسجع السلطاني والفصول والغايات والسادن وإقليد الغايات ورسالة الإغريض وهذه الدار هي التي ذكر ابن الأثير في حوادث سنة 503 هـ أن الصليبيين على رأسهم قمص حين أخذوا طرابلس نهبوا ما فيها وأسروا الرجال وسبوا النساء والأطفال ونهبوا الأموال وغنموا من أهلها من الأموال والأمتعة وكتب دور العلم الموقوفة ما لا يحد ولا يحصى ويقال إنه كان في دار العلم بطرابلس يومئذ ثلاثة آلاف ألف كتاب أي ثلاثة ملايين فانظر ما فعل مناحيس الروم وأغتام الصليبيين يومئذ فهذه كذبة على الهامش كملفقة أثبت بطلانها ابن العديم وبذلك بطلت رحلة أبي العلاء إلى طرابلس من أساسها ولإبطال هذه الرحلة وجوه أخرى غير التي قالها ابن العديم ولكنا لا نعالج الأمر من هذه الوجه.
بل نسأل أولا ماذا يريد صاحب الخبر بقوله لما كبر أبو العلاء وبلغ سن الطلب عشرة أعوام أحد عشر عاما اثنى عشر عاما ونحن نقول إنه لم يكن قبل الثانية عشرة لقول أبي زكريا التبريزي تلميذه فيما وجد بخطه على آخر سقط الزند وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة أو أثنتي عشرة سنة ولا يمكن أيضا أن يكون بعد العشرين لقول أبي العلاء الصادق عن نفسه كما أسلفت وقد فارقت العشرين من العمر ما حدثت نفسي باجتداء علم من عراقي أو شام فذلك إذن بين سنة 375 وسنة 385 هـ وإذا كان قد بلغ بإنسان أن يقول ما قال أبو العلاء من أنه في الثانية والعشرين من عمره لم يحتج إلى أن يتعلم من أحد من معاصريه وفيهم الأئمة في كل فن وعلم ففى كم تظنه حصل ذلك في سنة في سنتين في ثلاثة أظن لا ولا يليق بعاقل أن يفترض أن ذلك كان في أقل من عشر سنوات أو تسع سنوات أو ثمان سنوات ونرضى بالأدنى والأقل فهي ثمان سنوات إذن أي في سنة 377 هـ وإذن فهو في الرابعة عشرة من عمره حين رحل إلى طرابلس ودير الفاروس فرضا ويكون عندئذ قد قال الشعر منذ سنتين فيصبح إذن لخبر الراهب معنى غير متناقض إذ ثال فيه إنه قال شعرا ضمنه شكوكه في صباه

الصفحة 63