فإذا قال بلا رفيق فذلك خبل خابل أي جنون مطبق = وإذا قال برفيق ودليل وقائد فنسأل أهذا الرفيق من أهله أم من غير أهله فإذا قال من أهله قلنا أهو طفل مثله يرعاه ويحوطه ضرارته وعجزه أم عاقل مدرك فإن قال طفل مثله فذلك ضرب آخر من الجنون وإن قال عاقل مدرك قلنا أهو مسلم أم نصراني فإن قال نصراني فهو معتوه لا يخاطب وإن قال مسلم قلنا أفيعقل عاقل أن رجلا من أهل بيت بني سليمان علماء المعرة وفقهائها وقضاتها وهو مع ذلك عاقل مدرك مسلم ينزل دير فيه راهب شاد فيدع له غلاما يلقي عليه أقوالا من أوائل كلام الفلاسفة ليس عند الفتى الصغير ما يدفعها به وهو جالس إلى جواره يدعم ذقنه براحته ينظر ويبتسم كأنه لا يبالي وأنا أشترط أن يجيبني على هذا السؤال عاقل لأني قد شئمت إجابة من لا يعقل منذ عانيت من عشرة بعض الناس وسماع أقوالهم وقراءة ما يكتبون وما ينشرون ومع ذلك بأنا أستهل الأمر على من يريد أن يجيب فإني لم أقض هذه الساعات في كتابة الأمور الأربعة لينساها من أسأهل فأضع له مخلصا مفيدا لما فات يجعله على ذكر:
ففى الأمر الأول ذكرت وبينت من هم آباء أبي العلاء ومنزلتهم من العلم والفقه والديانة.
وفى الأمر الثاني بينت أن شيخ المعرة قد فارق العشرين فلم يحدث نفسه باجتداء علم من عراقي أو شام من أمة علماؤها هم من هم ومعذور الدكتور لويس عوض إذا لم يعرف عنهم شيئا وهذا لا يناله أحد في مثل هذه المدة القصيرة وهو ملتاث العقل في الثالثة عشرة من عمره يستطيع راهب شاد أن يضلله عن دينه وكتابه.
وفى الأمر الثالث بين أعداد شيوخه شيخا بأسمائهم وكلهم عالم فقيه أو لغوي نحوي وأنه نشأ في بيت يحفه فيه العلم من رجال ونساء.
وفى الأمر الرابع بينت أن أبا العلاء عمى في طفولته وأن ذلك ابتعث حدب