كتاب أباطيل وأسمار (اسم الجزء: 1)

عنده وأزعم أن ياقوتا سمعه منه فأنكر أيضا لفظه وخبث مخرجه فليت شعري يكون محدث القفطي بهذا اخبر ولا سيما بعد ما أثبت أنه كان سمع ما وجده ابن العديم في كتاب لأحد المصنفين زعم فيه أن أبا العلاء رحل إلى دار العلم بطرابلس للنظر في كتبها فأخذ هذا الخبيث الوضاع الخفيف الظل الذي أتعبنا معه هذه الكلمة فبنى عليها قصة من سمادير المدمنين والسمادير ما يتراءى للمخمور ركبها بجهله وخطفه كما يشتهي وأحدث لها شخصا لا وجود له البتة في هذا الزمن بعينه وغير دار العلم بطرابلس إلى خزائن كتب ... ثم حدث القفطي به بعد أن سمع وقيعته في دين شيخ المعرة فأراد أن يطرفه بذلك أو يسليه فجاء القفطي فأثبته في كتابه ضغينة على الشيخ وطرفة ولم يظن أن الأمر سينتهي بها إلى ما نحن فيه.
قال محدث القفطي في حديثه عن الذي كان من أمر أبي العلاء بعد لقاء الراهب سماعه كلامه الذي زعم وحصل له به شكوك لم يكن عنده ما يدفعها به فعلق بخاطره ما حصل به بعض الإنحلال فقول وحصل له به شكوك ثم وحصل به بعض الإنحلال كلام لا عربية له إنما هو من لهجة علوج الشام وزواقيل الجزيرة ولا شيء غير ذلك والعلوج بقايا عجم الشام والزواقيل بقايا عجم الجزيرة لا يكتبه القفطي ولا من كان في مثل علمه وفقهه ومنزلته وإذن فلم يبق إلا علاج هذا الخبر من ناحية أخرى يوجب علينا استخدام الدكتور لويس عوض إياه أن نعالجه من هذه الناحية (والعرض مستمر).

الصفحة 67