كتاب أباطيل وأسمار (اسم الجزء: 1)

ليشطب صورته ويزيها تشويها يشطبه يقطعه ويمزقه وهو الذي يقال يبعاميه مصر يشضبه ثم لا يقنع بهذا حتى يتنأول العصر كله برجالاته وأفكاره وأحداثه وأحواله بوجه عام كما يقول الدكتور فيشطبه تشطيبا ضربا وطعنا يمينا وشمالا بيد قاسية كأن فيها ضغينةثلاثة عشر قرنا ظلت دفينة مستكنة ثم هاجت فجأة هياج المرة السوداء والمرة السوداء بكسرة الميم مزاج من أمزجة البدن يسأل عنه الأطباء.
ومع علمي بكل ذلك وصفته لم أحأول بعد أن أخذ الدكتور لويس عوض هذا الجانب بل أخذته من الجانب الذي يريد هو أن يعرضه لعين الناس من جانب العلم والأدب والكتاب والأستاذية الجامعية زسائر هذه المراقع التي يتكمكم فيها ليوهم أنها طيلسان أستاذ جامعي يتكمكم يتلفف فيها ويختفي والطيلسان الروب الجامعي وتحت هذه المراقع البلاء الماحق لعقول الشباب المتطلعين إلى العلم والمعرفة لأنها تستل من قلوبهم الشك والريبة في حديث الرجل المتدثر بشارة العلم والثقافة فكأن من حيلته أن عرض للناس بذكر المنهج ليزداد الغافل اطمئنانا لأستاذيته فمن أجل ذلك بينت معنى المنهج في الكلمة الأولى وأنه شطران والشطر الأول يتنأول مادة الدراسة وذلك بجمعها وتصنيفها وتمحيص مفرداتها وتحليل أجزائها بدقة وحذر ليتبين زيفها من صحيحها فليت شعري ماذا فعل هذا الأستاذ الجامعي زعم وما مادة دراسته لشيخ المعرة ورسالة الغفران؟
أثار الغبار القاتل منذ عهد هوميروس إلى أن انتهى إلى زمن الصليبية في المقالة الرابعة من مقالاته التسع وهو في خلالب ذلك يعلو ويهبط ويجري يمنة ثم يركض يسرة وينشر ثوبا أزرق ثم يطويه فينشر آخر أبيض وأحمر وأخضر ويوقد نورا ثم يطفئه ثم ينيره كأنه ساخر عبقري حتى إذا انتهى إلى آخهر المقالة الرابعة تلاعب وصرخ وبعثر وأخفت ضوءا وأشعل آخر ليوهمك أنه عمد إلى تاريخ شيخ المعرة صاحب رسالة العفران فنفضه نفضا فلم يجد في هذا التاريخ كله خبرا يهدي إلى حقيقة هذا الرجل العظيم سوى خبر واحد هو حديث راهب دير

الصفحة 73