الفاروس أي دجل هذا ثم ماذا ثم لم يكن هذا الخبر سوى خبر وقع إليه عرضا في كتاب واحد ألفه الدكتور طه حسين منذ أكثر من خمسين سنة ثم ماذا ثم تجد الدليل القاطع على أنه يقرأ كتاب الدكتور كله وإذا كان قرأه فإنه لم يفهمه ثم ماذا ثم تنفش حين نقل الخبر بذكر رجلين أقطع أن بأنه لا يعرف من هما ولا أين كانا ولا أي شيء كتبا وهما القفطي والذهبي فأسند إليهما الخبر كأنه منقول عن كتابيهما وهذا غش فاضح.
ثم ماذا؟ ثم لم يقتصر على هذا التنفخ الغث حتى خان الأمانة فقرأ أربعة أسطر من كتاب الدكتور طه وأغفل ما جاء بعدها مباشرة من نقد لهذا الخبر وهذا أشد شيء غثاثة ثم كان ماذا ثم استخرج من هذه الأسطر الأربعة نتيجة ألقاها كأنها حقيقة واقعة إذ حمع بين أبي العلاء الذي توفى سنة 449 هـ وأسامة بن منقذ الذي ولد سنة 488 هـ فجعلهما صبيين يتعلمان معا بأنطاكية ويحتلفان إلى مكتبتها في عهد غلبة نصاري الروم على هذه المدينة ثم ماذا ثم زعم أن بأنطاكية يومئذ حضارة زاهرة حسب ما روى ياقوت الحموي أو كما قال فقول ياقوتا ما لم يقل فدلس تدليسا قبيحا ظاهرا لم أتناوله فيما مضى وسيأتي بعد في مكانه.
ثم لم يكن أمينا ولا صادقا فحرف الكلم عن مواضعه لأن الدكتور طه يقول ولقى بهذا الدير راهبا درس الفلسفة وعلوم الأوائل فأخذ عنه ما شككه في دينه وفي غيره من الديانات فمسخ كلام الدكتور طه وحذف منه ما فيه ذكر دين أبي العلاء وغيره من الديانات ليسوق الخبر في غبار من ركامة التعبير والتصور فيقول وقد تعمل المعرى في اللاذقية كما تعلم في أنطاكية ففيما روى القفطي والذهبي أنه نزل بدير فيها ولقي بهذا الدير راهبا قد درس الفلسفة وعلوم الأوائل بلغة طه حسين أو باختصار أخذ عنه اليونانيات فما علوم الوائل هذه التي كانت تقرأ في الأديرة تحت حكم الروم إلا آداب اليونان وفلسفتهم في لغتها الأصلية فوضع جزءا من كلام الدكتور بين ضبابتني من الغثاثة وزاد فجعل لقاء الراهب والأخذ عنه تعلما في اللاذقية بلا حياء ولا حرج ثم ماذا ثم غش القارئ