وخدعه وزور عليه حين ساق هذا الغثاء كله مساق الحقائق المسلمة التي فرغ هو من دراستها وتمحيصها على أسلم منهج كما قال فصارت بديهية لا تحتمل المناقشة ليس إلا التسليم ثم ماذا ثم ختم هذه البلايا بمرسوم حاسم أصدره البكسند الفيكونت الدكتور لويس عوض هذا نصه والحق أنه لا يعرف شيء عن تعليمه الرسمي يعني تعليم أبي العلاء الرسمي وهذا أجد شيء وأطرفه وأظرفه حتى سن العشرين وهو في سن التكوين إلا أنه تعلم في حلب ثم أنطاكية ثم في اللاذقية ثم في طرابلس بهذا الترتيب المدروس البديع المدهش ومثل هذا الغموض الذي أحاط بتكوينه العقلي حتى سن العشرين يحيط أيضا بحياته كلها فيما بين العشرين والخامسة والثلاثين التوقيع السبكند الدكتور لويس عوض المستشار الثقافي لمؤسسة الأهرام وعضو جمعية الأدباء فأي جرأة على صب الغثاثة على الورق فائدة البسكند هكذا عربة المسلمون أيام التحامهم بالصليبيين.
فهذا أستاذ جامعي يتبجح بذكر أسلم منهج ثم لا يكون من فعله إلا أن يأخذ خبرا لقيطا وقع عليه عرضا بلا قراءة وبادعاء غث للقراءة في كتاب ألفه صاحبه صغيرا منذ أكثر من خمسين سنة ثم لم يسلك في مدارسته مسلك مبتدئ جامعي فضلا عن أستاذ جامعي ثم لم يسأل نفسه سؤالا واحدا يدل على أدنى ذكاء فضلا عن أستاذيه ثم لم يبال إبراء للذمة أن يراجع المكصدرين اللذين انتفخ بذكرهما إيهاما وتصاولا بالاطلاع وتدليسا على القراء.
وهذا أستاذ جامعي صاحب منهج لم يخطر بباله قط أن على المبتدئ في دراسة الآداب أن يتبع أي خبر وجده لينظر من أين جاء ومتى جاء ومن قائله وفي أي زمان كان وعسى أن يجد فائدة وإلا إبراء للذمة وإلا حياء أن يصبح فيحج الخبر عند الناس موجودا في عشرة كتب مطبوعة وبعشر ضيغ مختلفات ليس منها الصيغة التي ذكرها الدكتور طه في كتابه ونسبها إلى القفطي والذهبي وقليل من الحياء يصلح العقل!
وهذا أستاذ جامعي بعد ذلك كله يعمد إلى كلام الدكتور طه فيحرفه