كتاب أباطيل وأسمار (اسم الجزء: 1)

ويبدله ويستخرج منه ما لا يعقله إنسان عاقل فضلا عن أستاذ جامعي ثم يزيد فيترجمه إلى لغة ركيكة سقيمة بلا حذر ولا حيطة ولا تدبر آه هذا أستاذ جامعي مجترئ لم يتوهم قط أن الآداب والفلسفات إنما تقوم بالألفاظ ودراستها وتحليلها وهذا فعله في ألفاظ خبر فما ظنك به في الشعر مثلا!!
وهذا أستاذ جامعي يأتي منتفخا منتفشا ليكتب عن أثر أدبي لرجل لا مغمور ولا مجهول له ترجمة في أكثر من ثلاثين كتابا وكتب الناس عنه شرقا وغربا قديمًا وحديثا والكتب بين عينيع نطروحة على الأرصفة وفي الطرقات ثم لا يعني نفسه عناء في البحث ليعرف من شيوخ أبي العلاء الذين تلفى عنهم حتى سن العشرين ولا ما كان من أمره وخبره حتى بلغ الخامسة والثلاثين ليكذب على الناس ويدعي ويزور فيقول أنه لا يعلم شيء عن تعليمه الرسمي حتى بلغ هذا العمر.
وهذا أستاذ جامعي ينتهي بعد هذا الغثاء كله إلى أنه لا يصح شيء في العقول ولا في الكتب سوى أن أبا العلاء تعلم في أنطاكية التي كذب على القدماء فزعم أنهم قالوا إن كانت بها حضارة زاهرة وذلك حين دخلت في حوزة الروم فأجلوا منها المسلمين من سنة 353 قبل مولد أبي العلاء إلى سنة 477 بعد وفاته ثم في اللاذقية التي لم تكن أحسن حالا من أنطاكية حيث تعلم من راهب دير الفاروس يقول ذلك غير عابيء بعقل ولا فكر ولا نظر.
وهذا أستاذ جامعي يدخل في الشطر الثاني من أسلم منهج فيحيط خبر الراهب قبل أن يطلع القراء على عذع النفسية العجيبة بصورة ضخمة لغلبة أهل الصليب على أهل الإسلام لم نناقشها بعد ولكنها كاذبة ومن سمادير المدمنين ولا أصل لها إلا فيما يتراءى له من الخيلة ويسميها الخلفية التاريخية لهذا الرجل العظيم ثم يأتي بالفتى الضرير فيقمحه في ألوانها وظلالها وراهب دير الفاروس يقوده بيده أو بزمام مطروح في عنقه!!
وهذا أستاذ جامعي لا أدري من أي شيء سوي أديم وجهه يقول علانية أنه جاء يعلم الناس الإنسانيات يعني الآداب ثم يعزل صاحب آثار أدبية فريدة في تاريخ البشر عن أهله وعن منزلتهم في الناس في الناس وعن أهله وعواطفهم نحوه وعن

الصفحة 76