لا ولا كرامة لن أستحل ذلك تنزيها لهذا اللقب عن الابتذا وحماية للنشء من التغرير واستنكافا أن أعمس مدادا قلمي في كذب مفضوح يعين على تغفل القراء وكنت أظنه واجبا قديمًا على جامعاتنا أن تعيد النظر في هذه الأجازات التي تمنحها بعض جامعات الدول الكبرى اليوم لبعض من يثبت الاختبار أنهم دخلاء ما هي هذه الأجازات وكيف منحت ولمن تمنح وعلى أي أساس؟ (1)
وأنا لا أسأل الجامعات هذه الأسئلة ولا ألزمها بهذا الواجب مقتصرا على ما كتبه لويس عوض عن رسالة الغفران وشيخ المعرة ولا عن ابن خلدون من قبله ولا عن المؤثرات الأجنبية في الأدب العربي ولا على ما في "بلوتولند" من شعر ونثر ولا على سائر ما كتب في الصحف والمجلات في شأن العربية وشعرها وآدابها وسيأتي بيان ذلك كله في حينه لا بل أزيد أيضا ما يدلس بكتابته عن آداب الروم واليونان والإنجليز فإن فعله في ذلك لا يقل مجانة عما يكتب في أدب العرب وهو تهويل كله بأسلوب فج غليظ أقطع بأنه لو ترجم إلى لغة من اللغات لا ستلقي القارئون على أقفيتهم من الدهشة والضحك وليس من همي أن أكشف هذا التدليس المغرر بالناس لأني منذ رفضت أن أضع على وجهي ميسم العبودية لليونان والروم وما تولد عنهما من الأجيال إلى هذا اليوم لا في أدب ولا في غير أدب فإني رفضت أيضا أن أغمس قلمي في مداد العبودية لهم ودارسو آداب الأمم وهم كثر متقنون عليهم أن يكشفوا بأقلامهم تزييف هذا الرجل فيما يكتب من الآداب الأوروبية واليونانية وهذا واجب يلزمهم إياه الحفاظ على صحة العقول النشء منذ غضارة الصبا أن يصيبها من هذا الوباءؤ المتفشي داء يعجزها عن الاستقلال بحريتها في هذا الزمن السريع المختلط المتضارب الأهواء والنوازع والمكايد الخفية وتخلى من يطيق ذلك عن هذا الواجب لأي سبب من الأسباب عون على نشر المفسدة فضلا عن مناقشته للأمانة التي يحملها كل أستاذ جامعي دارس.
__________
(1) الدكتوراة الممنوحة للويس عوض، من جامعة برنستون، وهي مركز من مراكز المبشرين الكبار، فالأمر لا يحتاج إلى تأمّل!