كتاب أباطيل وأسمار (اسم الجزء: 1)

نوع من الشوك ترعاه الإبل وأن البيت السابق له هو المتصل بحلب .. وأنه قد روجع على الأصل فلزمه التويه ونسي أنه كتب بيتا آخر وقال سقط الزند في الحروب الصليبية وأن المقالة تحت البيتين مكلها في بيان غلبة نصاري الروم على أهل الإسلام فهذا الآدمي أثخن شيء وجها حين عاد إلى هذه القصيدة نفسها ليأخذ منها بيتا آخر هو هذا البيت:
فإذا الأرض وهي غبراء صارت ... من دم الكعن وردة كالدهان
وأبو العلاء يقول: إن الطعن والقتل استحر فسالت الدماء حتى غشت الأرض فصارت أرض الميدان بالدماء حمراء كالأديم الأحمر المشرق = فيأتي المكسورة رقبة بلاغتع فيجعل الصفة هنا اسما وهو الوردة المشمومة ويويد فيقول كلاما لا يفهم والمعري نفسه ينسج على صورة الوردة في سقط الزند ويجعلها في الأرض لا في السماء يعني كما في سورة الرحمن وكما في دانتي الذي أخذ عنهما الوردة السماوية روزا مستيكا يا مغيث يا مغيث لقد فاضت الغثاثة وبلغ السيل الزبي وجاوز الحزام الطبيين ومن يصدق أن هذا الإنسان الحي يمكن أن يقرأ شعرا أو يفهمه ولو كان بالعامية!!
بقيت مسألة بعد هذا البرد البارد كله هي أن لويس عوض في ذاته لا يهمني البتة مهما فعل ومهما قال فأنا أعرفه وأعرف ما كتبه ومن يكون منذ كان ونطق وصب على الناس ثلجه وغثائته وسأكشفه للناس من الوجوه التي لا يملك معها حيلة أبدا وقد مارست أشباهه من المستغربين والمستشرقين جميعا بما تنطوي عليه قلوبهم من السخيمة الآكلة وعقولهم من الغباوة والجهل.
لكن الذي يهمني هو صحيفة الأهرام أتراها لا تعرف منزلتها في كل بلد من بلاد العرب وهم مئة وعشرون مليونا ثم في روافد بلاد العرب وهي بلاد الإسلام وهم ستمئة مليون أو يزيدون وكلهم عربيهم وعجميهم يرى القرآن كتابه ويرىدب العرب أدبه ويرى صحيفة الأهرام صحيفته فكيف يقولون إذا

الصفحة 84