وصلاح عبد الصبور إلا مقرونين بعقائد الخلاص والفداء والخطيئة ثم تأتي الطامة الكبرى فلا يكاد يرى اقرآن اعظيم إلا مقرونا بترجمته إلى اللغة العامية كما ترجم الإنجيل إلى اللغات الحديثة وهي عامية اللاتينية وإلا مقرونا بكسر رقبة البلاغة وكسر عمود الشعر العربي وهنا وهناك تراه طائشا زائغ العينين خفيف العقل سليط اللسان قد استرخت مفاصل عقله وانحلت تلافيفه هذا والذي أطلقه واقف من بعيد ينظر وفي عينيه الدهشة ويحك ذقنه بيده ويفتر ثغره عن ابتسام إعجابا باختراعه المدهش الذي ركبه وأطلقه ولم يكن يظن ظنا أنه قادر على أن يتحرك في عمود واحد من إحدى الصحف السرية فإذا به بيرطع في ثمانية أعمدة في أكبر صحيفة في العالم العربي والإسلامي هي الأهرام وعلى أشرف منصة في معهد الدراسات العليا التابع للجامعة العربية ويأتي في خلال برطعته وهي البلتعة بالفصحى بالعجائب التي لا تنقضي وقد ارتدى طيلسان أستاذ جامعي بلا حسيب ولا رقيب.
وهذا نجاح مدهش ولا شك وحق لمالئه أن يميد به الغرور وتستخفه الخيلاء باختراعه هذا العجيب فهذه هي الفضيلة التي لا تنكر للاختراع المسجل لويس عوض.
وأما فضل هذا الاختراع المذهل لويس عوض فإنه جمع في كل ما كتب عامة وفي مقالاته التسع عن شيخ المعرة ورسالة الغفران خاصة ضروبا من الخطل والترهات والسمادير والألاعيب والنزق واللكاعة والهوج والخباط (بضم الخاء وهو التخبط بلا عقل ما يعجزك أن تجمعه من كلام المستشرقين والمستغربين برمتهم من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ففاق في ذلك أمثال لا منس المعروف بالأب لا منس ولويس شيخو المعروف بالأب لويس شيخو وإن كانا في الحقيقة أخف منه ظلا على كل حال وأعقل ولا أدري هل يجوز هنا أن يأتي أفعل التفضيل من العقل ولكن هكذا كتبته ولا حرج فبهذا الحشد الهائل مماذ ذكرت آنفا أتاح لي لويس عوض أن أجعله محور المقالات التي أردت أن أكشف بها الغطاء عن ضروب من الهوس والمخرقة