كتاب أباطيل وأسمار (اسم الجزء: 1)

فضل الله العمري 700 - 749 هـ دير الفاروس على جانب اللاذقية من شمالها في أرض مستوية وبناؤه مربع وهو حسن البقعة.
فإذا كان دير الفاروس بيقين خارج مدينة اللاذقية فمعنى قول صاحب الخبر فاجتاز باللاذقية ونزل دير الفاروس أي مر باللاذقية وخلفها وراءه ولم يدخلها حتى بلغ دير الفاروس خارج اللاذقية فنزل به ضيفا على ما جرى عليه أمر أهل الذمة مع أهل الإسلام فأضافه رهبان الدير كما قال ابن بطوطة فمن زعم أن أبا العلاء درس اليهودية والنصرانية باللاذقية ومن زعم أنه تعلم باللاذقية استخراجا من هذا الخبر فهو مبطل أشد البطلان لأن الدرس والتعلم كلاهما يقتنضي طول الإقامة باللاذقية والخبر بجميعه يدل كما أسفلت على أنه مر باللاذقية وخلفها وراءه ولم يدخلها وهذا ظاهر فيما أظن لأنه مطابق لمعنى اللغة ومقتضى اشتقاقها أليس كذلك وعلى وجه قلبت كلماته فإنه لا ينتهي إلا إلى ما قلت.
وهذا الذي كان يجري بيننا وبين أهل ذمتنا من النصارى مبين في الأحاديث والأخبار ففى حديث أبي الحويرث أن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب على نصاري أيلة ثلثمئة دينار كل سنة وأن يضيفوا من مر بهم من المسلمين ثلاثا وأن لا يغشوا مسلما سنن البيهقي 9: 159
وفى كتاب عمر رضي الله عنه إلى أمراء أهل الجزية أن لا يضعوا الجزية إلا على من جرت عليه المواسي أي من بلغ الحلم ويضيفون من نزل لهم من أهل الإسلام ثلاثة أيام سنن البيهقي 9: 159 و
كتب عمر أيضا إلى أمراء الأجناد أيما رفقة من المهاجرين آواهم الليل إلى قرية من قرى المعاهدين من مسافرين فلم يأتوهم بالقرى فقد برئت منهم الذمة سنن البيهقي 9: 198
فالذي ذكره ابن بطوطة من إضافة نصاري دير الفاروس للمسلمين إنما هو حق واجب بالعهد الذي بيننا وبينهم ظلوا يعملون به منذ جاء الإسلام فالمسلمون فى

الصفحة 95