كتاب شرح الكافية الشافية (اسم الجزء: 1)

هل أنت باعث دينار لحاجتنا ... أو عبد رب أخا عون بن مخراق
فنصب "عبد رب" عطفًا على "دينار" -وهو اسم رجل- ولا حاجة إلى تقدير ناصب غير ناصب المعطوف عليه.
وإن كان التقدير قول سيبويه".
من هنا رأينا المصنف يوافق الكوفيين إن رأى الصواب معهم، ويؤيد البصريين إن سار الحق في ركابهم، ويفند آراء هؤلاء وهؤلاء إن حادث عن طريقه المرسوم.
فمن تأييده للكوفيين قوله1:
"وأشرت بقولي:
ونحو "زيد شثن كفه" أبى ... في النثر سيبويه أن يرتكبا
إلى نحو قوله: "هو حسنُ وَجْهِه"
وقول الشماح:
أمن دمنتين عرس الركب فيهما ... بحقل الرخامي قد عفا طللالهما
أقامت على ربعيهما جارتا صفا ... كميتا الأعالي جونت مصطلاهما
وهذا عند سيبويه مخصوص بالشعر.
وهو عند أبي العباس المبرد ممنوع في الشعر وغيره.
وهو عند الكوفيين جائز في الكلام كله.
وهو الصحيح؛ لأنه مثله قد ورد في الحديث كقوله في حديث أم زرع: "سفر وشاحها"، وفي حديث الدجال: "أعور عينه اليمنى"، وفي وصف النبي، صلى الله عليه وسلم: "شثن أصابعه".
__________
1 الورقة 47 أ.

الصفحة 102