يدل على أن الفعل المتعدي يسلب تعديه بقصد التعجب به، ويصير فاعله مفعولا مقتصرا عليه.
ولولا ذلك لبقي تعديه منضما إليه التعدي المتجدد بالهمزة.
فكان يقال: "ما أضرب زيدا عمرا" كما يقال في الاستفهام عن سبب ضربه إياه.
ففي اقتصارهم بعد دخول الهمزة على نصب ما كان فاعلا قبل دخولها دلالة على تجدد اللزوم والانتقال إلى بنية مخصوصة بعدم التعدي وهي بنية "فعل".
ويؤيد ذلك أن العرب قد تستغني في التعجب عن "أفعل" بـ"فعل" كقولهم: "قضو الرجل فلان بمعنى: "ما أقضاه".
و"علم الرجل هو"1 بمعنى: "ما أعلمه".
فعلم بذلك أن "ضرب" حين قصد به التعجب2 حول إلى "ضرب" ليصير على بنية3 أفعال الغرائز4؛ إذ لا يتعجب من معنى إلا وهو غريزة أو كالغريزة5.
__________
1 ع وك سقط "هو".
2 ع وك "قصد التعجب به".
3 ع "على أبنية".
4 الغرائز جمع غرزة وهي الطبعة والقريحة والسجية من خير أو شر.
5 هـ "كالغوير".