ويقوي تعريف "ما" بعد نعم كثرة الاقتصار عليها في نحو: "غسلته غسلا نعما"1 والنكرة التالية "نعم" لا يقتصر عليها.
وأيضا فإن التمييز يرفع إبهام المميز، و"ما" تساوي2 المضمر في الإبهام فلا تكون3 تمييزا.
ويقوي تعريف "ما" في نحو: "مما أن أصنع" [كونها مجرورة بحرف مخبر به، وتعريف ما كان كذلك أو تخصيصه لازم بالاستقراء.
وكلام السيرافي موافق لكلام سيبويه فإنه رحمه الله قال:
"ونظير جعلهم "ما" وحدها اسما قول العرب: "إني مما أن4 أصنع"] أي: من الأمر أن أصنع"5 فجعل "ما" وحدها اسما.
و"مثل" ذلك "غسلته غسلا نعما" أي: نعم الغسل"
فقدر "ما" بـ"الأمر" وبـ"الغسل" ولم يقدرها بـ"أمر" ولا بـ6 "غسل" فعلم أنها عنده معرفة.
__________
1 من أمثلة سيبويه في الكتاب 1/ 37.
2 ع ك "يساوي".
3 ع ك يكون
4 هـ سقط ما بين القوسين
5 الكتاب 1/ 37.
6 سقطت الباء من الأصل.