كتاب شرح الكافية الشافية (اسم الجزء: 2)

فتنزل ارتفاع الظاهر بـ"أفعل" هنا لوقوعه1 موقع فعل2 منزلة إعمال اسم الفاعل الموصول به الألف3 واللام حلال المضي لأن وصل الألف واللام به أوجب تقديره بفعل
وحكى سيبويه4 أن بعض العرب يقول: "مررت برجل أكرم منه أبوه" فيرفع5 بأفعل التفضيل الظاهر مطلقا وأجمعوا على انه لا ينصب المفعول به.
فإن ورد ما يوهم جواز ذلك جعل نصبه بفعل مقدر يفسره "أفعل" كقوله تعالى: {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَه} 6.
فـ"حيث" هنا مفعول به لا مفعول فيه، وهو في موضع نصب بفعل مقدر يدل عليه "أعلم" ومن ذلك قول الشاعر:
746-
ولم أر مثل الحي حيا مصبحا ... ولا مثلنا يوم التقينا فوارسا
747-
أكر وأحمى للحقيقة منهم ... وأضرب منا بالسيوف الفواسنا
__________
1 هـ "بوقوعه".
2 ع ك "موقع الفعل".
3 ع ك "الموصول بالألف واللام"
4 الكتاب 1/ 232.
5 ع ك "فرفع".
6 من الآية رقم "124" من سورة "الأنعام".
746، 747- من الطويل من قصيدة للعباس بن مرداس السلمي قبل إسلامه والرواية في الديوان ص69=

الصفحة 1141