كتاب شرح الكافية الشافية (اسم الجزء: 3)
إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ} 1. فـ"ولا2 ينفعكم نصحي"3 دليل الجواب المحذوف.
وصاحب الجواب أول الشرطين، والثاني مقيد له مستغن عن جواب والتقدير: إن أدرت أن أنصح لكم مرادا غيكم4 لا ينفعكم نصحي.
فإن توالى شرطان بعطف فالجواب لهما معا كقولي:
.................. ... "إن تؤما وتلما تكرما"
ومنه قوله تعالى: {وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْأَلْكُمْ 5 أَمْوَالَكُمْ، إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا} 6.
[وإذا اجتمع شرط وقسم استغنى بجواب ما سبق منهما عن جواب الآخر:
فتقديم القسم كقولك: "والله إن/ أتيتني لأكرمنك".
وتقديم الشرط نحو: "إن تأتني -والله- أكرمك".
__________
1 من الآية رقم "34" من سورة "هود".
2 ع ك سقط الواو من "ولا" وهو الأقرب؛ لأن المصنف لم يدخلها في التقدير الآتي.
3 ع ك سقط "نصحي".
4 ع "مراد أعينكم" في مكان "مرادا غيكم".
5 ع "فسألكم".
6 من الآية رقم "36، 37" من سورة "محمد"، يحفكم: يجهدكم، من أحفيت الرجل: أجهدته.
الصفحة 1615